ما وراء الحقيقة

التواطؤ مع الحوثي

| د. طارق آل شيخان الشمري

حملنا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ ‬“كارنتر”‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬إيران‭ ‬وجماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬وجهات‭ ‬غربية‭ ‬مسؤولية‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬للشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬وأكدنا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬إلغاء‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬تصنيف‭ ‬الحوثي‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬مكافأة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬لإيران‭ ‬لتكريس‭ ‬احتلالها‭ ‬اليمن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬لهم‭ ‬جراء‭ ‬إيران‭ ‬والحوثي‭.‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬بصفته‭ ‬رئيس‭ ‬“كارنتر”‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬تصريحات‭ ‬صحافية،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمليه‭ ‬عليه‭ ‬ضميرنا‭ ‬العربي‭ ‬والإنساني،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬وتفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬والفقر‭ ‬وانتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬واستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬بالحرب،‭ ‬واستخدام‭ ‬البيوت‭ ‬والمنشآت‭ ‬المدنية‭ ‬بالصراع،‭ ‬وسرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية،‭ ‬كلها‭ ‬تشكل‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬إيران‭ ‬وذراعها‭ ‬الحوثي،‭ ‬وبتراخٍ‭ ‬مشين‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬التعمد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهات‭ ‬غربية‭ ‬وأممية،‭ ‬قد‭ ‬يجعلها‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬نتيجة‭ ‬تراخيها‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إيران‭ ‬وذراعها‭ ‬الحوثي‭ ‬باليمن،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬المطارات‭ ‬المدنية‭ ‬بالجنوب‭ ‬والوسط‭ ‬والغرب‭ ‬السعودي‭.‬

لهذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الكيانات‭ ‬العربية‭ ‬المدنية‭ ‬التأكيد‭ ‬بأن‭ ‬قضية‭ ‬رفع‭ ‬تصنيف‭ ‬الحوثي‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬واستمرار‭ ‬تدفق‭ ‬السلاح‭ ‬الإيراني‭ ‬للحوثيين،‭ ‬والدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬لعقد‭ ‬مبادرات‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬يلتزموا‭ ‬بها‭ ‬بتاتا،‭ ‬وعدم‭ ‬تطبيق‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القاضي‭ ‬بسحب‭ ‬الحوثيين‭ ‬أسلحتهم‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬صنعاء،‭ ‬وبسط‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬سلطتها‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬التراب‭ ‬اليمني،‭ ‬وتواطؤ‭ ‬بعض‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الغربية‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين،‭ ‬كلها‭ ‬أسباب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬إيران‭ ‬وجهات‭ ‬غربية‭ ‬وأطالت‭ ‬أمدها‭.‬