زبدة القول

كورونا... لا شيء مئة بالمئة

| د. بثينة خليفة قاسم

كلما‭ ‬ظن‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬واحدا‭ ‬مما‭ ‬قيل‭ ‬عن‭ ‬كورونا‭ ‬أصبح‭ ‬صحيحا‭ ‬ومحسوما،‭ ‬كلما‭ ‬خاب‭ ‬ظنه‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬محسوم‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬اكتساب‭ ‬مناعة‭ ‬بعد‭ ‬العدوى‭ ‬الأولى‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬العدوى‭ ‬الثانية،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬محسوم‭ ‬حول‭ ‬منع‭ ‬اللقاح‭ ‬للعدوى‭ ‬تماما،‭ ‬فقد‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬عند‭ ‬شخص‭ ‬ولا‭ ‬يحدث‭ ‬عند‭ ‬آخر،‭ ‬وقد‭ ‬تختلف‭ ‬درجة‭ ‬الإصابة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.. ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مازالت‭ ‬تنقل‭ ‬القصص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬محسوم‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬وقاية‭ ‬نفسه‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬العامة‭ ‬لكي‭ ‬يستطيع‭ ‬المقاومة‭ ‬عند‭ ‬وقوع‭ ‬الإصابة‭. ‬

من‭ ‬بين‭ ‬الحالات‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬قرأت‭ ‬عنها،‭ ‬قصة‭ ‬طبيب‭ ‬أنف‭ ‬وأذن‭ ‬وحنجرة،‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مستشفيات‭ ‬العزل،‭ ‬لأنه‭ ‬متقاعد،‭ ‬قام‭ ‬بعزل‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬لمدة‭ ‬شهر،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصاب‭ ‬بالفيروس،‭ ‬ولم‭ ‬يغادر‭ ‬بيته،‭ ‬ولم‭ ‬يختلط‭ ‬بكائن،‭ ‬ولم‭ ‬يلمس‭ ‬أي‭ ‬سطح‭ ‬خارج‭ ‬بيته،‭ ‬وهو‭ ‬كطبيب‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬يفعل‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يفعل،‭ ‬وبنهاية‭ ‬ذلك‭ ‬الشهر‭ ‬خرج‭ ‬الرجل‭ ‬لكي‭ ‬يتعاطى‭ ‬اللقاح‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬المقرر‭ ‬له،‭ ‬وذهب‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬اللقاح‭ ‬بسيارته‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يشاركه‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬وارتدى‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬ارتداؤه‭ ‬من‭ ‬قناع‭ ‬الوجه‭ ‬والقفازات‭ ‬وبيديه‭ ‬المطهر‭ ‬الذي‭ ‬يعقمها‭ ‬به‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬لمس‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬وعندما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬اللقاح،‭ ‬كان‭ ‬المكان‭ ‬خاليا‭ ‬إلا‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬الممرضة‭ ‬التي‭ ‬ستحقنه‭ ‬باللقاح‭ ‬والتي‭ ‬التزمت‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬بكل‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية،‭ ‬ولم‭ ‬يستغرق‭ ‬الرجل‭ ‬بمقر‭ ‬اللقاح‭ ‬سوى‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬وخرج‭ ‬ليقود‭ ‬سيارته‭ ‬عائدا‭ ‬بمفرده‭ ‬إلى‭ ‬البيت،‭ ‬وانتظر‭ ‬المدة‭ ‬اللازمة‭ ‬لكي‭ ‬يؤتي‭ ‬اللقاح‭ ‬ثماره،‭ ‬وقام‭ ‬بعمل‭ ‬مسحة‭ ‬جديدة،‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬أنه‭ ‬مصاب‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وهذه‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬ليست‭ ‬القصة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬عرفناها،‭ ‬فوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬تنقل‭ ‬يوميا‭ ‬عشرات‭ ‬القصص‭ ‬المشابهة‭.‬

ونحن‭ ‬لا‭ ‬نحكي‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬لكي‭ ‬نؤيد‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬حول‭ ‬كورونا،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬بطل‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬مطلقا‭ ‬بنظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقصة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬ولا‭ ‬يؤمن‭ ‬أيضا‭ ‬بما‭ ‬يشيعه‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬أضرار‭ ‬اللقاح،‭ ‬لكننا‭ ‬نحكيها‭ ‬لكي‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬قصة‭ ‬كورونا‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد‭ ‬وإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تفاصيلها‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الغيب،‭ ‬وعلى‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يجتهد‭ ‬قدر‭ ‬طاقته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬نفسه،‭ ‬مع‭ ‬تسليم‭ ‬الأمر‭ ‬لله‭ ‬وعدم‭ ‬الخوف‭.‬