دمج الطلبة المكفوفين في المدارس الحكومية

| محمد الحلِّي

أكدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والإحصائيات‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬للطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬امتلاكهم‭ ‬قدرات‭ ‬واسعة‭ ‬تفوق‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬الطلبة‭ ‬الأسوياء،‭ ‬فقد‭ ‬أثبتوا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬الحياتية‭ ‬إبداعاتهم‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والتخصصات‭ ‬والأدوار‭ ‬التي‭ ‬أسندت‭ ‬لهم‭.‬

وقد‭ ‬اطلعت‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجونه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬بما‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬السديدة‭ ‬للحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬أوجه‭ ‬الرعاية‭ ‬لهم‭. ‬

وما‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬هو‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الوزارة‭ ‬لدمج‭ ‬الطلبة‭ ‬المكفوفين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬تمتلك‭ ‬الوزارة‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬المطابع‭ ‬للغة‭ ‬برايل،‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬جميع‭ ‬الكتب‭ ‬المطبوعة‭ ‬بلغة‭ ‬برايل‭ ‬لـ‭ ‬37‭ ‬طالبا‭ ‬مكفوفا‭ ‬في‭ ‬36‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتوفير‭ ‬آلات‭ ‬برايل‭ ‬للطلبة‭ ‬ومعلميهم‭ ‬مع‭ ‬الحواسيب‭ ‬الناطقة‭ ‬وأجهزة‭ ‬برونتو‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمكفوفين،‭ ‬واللوحات‭ ‬الإرشادية‭ ‬بلغة‭ ‬برايل‭ ‬بجميع‭ ‬المرافق‭ ‬المدرسية‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬دمجهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتفريغ‭ ‬19‭ ‬معلما‭ ‬ومعلمة‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬لتقديم‭ ‬جميع‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭ ‬لهم‭.‬

ولم‭ ‬تستطع‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بكل‭ ‬تحدياتها‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬إيقاف‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعنا‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬التي‭ ‬كسبت‭ ‬فيها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الرهان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التطبيق‭ ‬فائق‭ ‬النجاح‭ ‬لها‭ ‬وبشهادة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الدولية‭ ‬المختصة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬الدولية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬آلية‭ ‬التقويم‭ ‬الاستثنائي‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وإعداد‭ ‬الدروس‭ ‬والإثراءات‭ ‬الرقمية‭ ‬المناسبة‭ ‬للطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬البصرية‭.‬

نقطة‭ ‬أخيرة

إن‭ ‬استمرار‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬الشاملة‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬الحالي‭ ‬انعكس‭ ‬بالنتائج‭ ‬المشرفة‭ ‬والعالية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الفائت‭ ‬والتي‭ ‬حققها‭ ‬أبناؤنا‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬التعليمية‭.‬