القلب والمطرقة

| د.حورية الديري

قد‭ ‬تتعدد‭ ‬الصور‭ ‬ويخالها‭ ‬البعض‭ ‬كما‭ ‬يفكر‭ ‬الآن،‭ ‬وينثر‭ ‬فيها‭ ‬عدة‭ ‬ألوان‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬حالته‭ ‬الشعورية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يصنع‭ ‬جمالية‭ ‬الموقف‭ ‬ورمزيته،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬الحالة‭ ‬المزاجية‭ ‬مع‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬زخم‭ ‬احتفال‭ ‬البعض‭ ‬بالفلانتاين،‭ ‬بالرغم‭ ‬مما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬حيال‭ ‬تأرجح‭ ‬موجات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬لم‭ ‬ييأسوا‭ ‬من‭ ‬بث‭ ‬رسائل‭ ‬ترويجية‭ ‬لعروض‭ ‬الهدايا‭ ‬الخاصة‭ ‬بتلك‭ ‬المناسبة،‭ ‬وكما‭ ‬فعل‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬الورد‭ ‬والحلويات‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحفز‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬اللونية‭ ‬بما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وتأثير‭ ‬نحو‭ ‬جذب‭ ‬الانتباه‭ ‬ومحاصرة‭ ‬المحبين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يشتاقون‭ ‬عشقًا‭ ‬لتتجدد‭ ‬طاقة‭ ‬الحب‭ ‬لديهم‭.‬

ولكن‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬رمزية‭ ‬مزج‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬حتى‭ ‬اكتست‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬باللون‭ ‬الوردي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منتجاتها،‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬خجولة‭ ‬للدعوة‭ ‬للاحتفال‭ ‬أم‭ ‬ماذا؟‭ ‬لن‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬النوايا‭ ‬هنا‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬المبررات،‭ ‬فهي‭ ‬حركة‭ ‬لطيفة‭ ‬لتهدئة‭ ‬النفوس‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬والأمل‭.‬

إننا‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وقوة‭ ‬توهجه‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬المشاعر‭ ‬نحو‭ ‬طريقين‭ ‬مسارهما‭ ‬الراحة‭ ‬والدفء،‭ ‬أو‭ ‬الانفعال‭ ‬والغضب‭ ‬وفي‭ ‬كليهما‭ ‬تأثيرات‭ ‬وعواقب،‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬يدعو‭ ‬لتوهجات‭ ‬الفرح،‭ ‬يقصد‭ ‬المجاراة‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عنده،‭ ‬فعندما‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬تعطي‭ ‬تجربة‭ ‬خيرة‭ ‬لتداعيات‭ ‬رمزية‭ ‬الحدث،‭ ‬لكن‭ ‬الطرْق‭ ‬والمِطرقة‭ ‬هنا‭ ‬غير‭ ‬مجديين،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المشاعر‭ ‬باعتبارها‭ ‬حالة‭ ‬تقاس‭ ‬بمدى‭ ‬سماح‭ ‬الشخص‭ ‬بالانسجام‭ ‬مع‭ ‬تأثيرات‭ ‬الألوان‭ ‬لأنها‭ ‬ثقافة‭ ‬تتطلب‭ ‬التركيز‭ ‬والاستمرار،‭ ‬لكن‭ ‬والرأي‭ ‬شخصي‭ ‬هنا،‭ ‬بالحذر‭ ‬من‭ ‬مزاجية‭ ‬استخدام‭ ‬الألوان‭ ‬ومزجها‭ ‬كي‭ ‬تلون‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬ومتغيراتها،‭ ‬لأن‭ ‬ارتداداتها‭ ‬المعاكسة‭ ‬أشد‭ ‬وأقسى‭ ‬قهرًا‭ ‬وقد‭ ‬تخلف‭ ‬مزجًا‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬ألوان‭ ‬تعيق‭ ‬البصر‭ ‬والبصيرة‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬المثالية‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬نرى‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬بجماليته‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتعميق‭ ‬علاقتنا‭ ‬الذاتية‭ ‬بأواصر‭ ‬الألوان‭ ‬الحقيقية‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬شعورية‭ ‬قوة‭ ‬وتعبيرًا‭. ‬نعود‭ ‬هنا‭ ‬لقوة‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬لفرض‭ ‬قوتنا‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬الظرف‭ ‬والموقف‭ ‬بما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬ومعنى،‭ ‬لتعميق‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة،‭ ‬ونقول‭ ‬رفقًا‭ ‬بالقلوب‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬بين‭ ‬المطرقة‭ ‬والسندان‭.‬