“الحوثيون” قيادتهم فقط إرهابية!

| صالح القلاب

غير‭ ‬مقنع‭ ‬الحل‭ ‬الذي‭ ‬اعتمدته‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية،‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬لمشكلة‭ ‬“حوثيي”‭ ‬اليمن،‭ ‬أيْ‭ ‬اعتبار‭ ‬القيادة‭ ‬إرهابية‭ ‬والتنظيم‭ ‬غير‭ ‬إرهابي،‭ ‬وهذا‭ ‬مع‭ ‬أنّ‭ ‬الجهتين‭ ‬عملة‭ ‬واحدة‭ ‬وأن‭ ‬الإخوة‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬إخوتهم،‭ ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬سيتم‭ ‬التأكد‭ ‬منها‭ ‬قريباً‭ ‬وقبل‭ ‬“أن‭ ‬يصيح‭ ‬الديك”‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬وإنّ‭ ‬غداً‭ ‬لناظره‭ ‬قريب،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنّ‭ ‬الأميركيين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬لا‭ ‬أمزجة‭ ‬أهل‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ولا‭ ‬طبائعهم‭ ‬رغم‭ ‬اعتمادهم‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الـ‭ ‬“سي‭ ‬آي‭ ‬أيه”‭ ‬الاستخباري،‭ ‬وكان‭ ‬عليهم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالبريطانيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذين‭ ‬لطول‭ ‬فترة‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭ ‬باتوا‭ ‬يعرفون‭ ‬حتى‭ ‬الطبائع‭ ‬الخاصة‭ ‬لكل‭ ‬قبيلة‭ ‬عربية‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬دخول‭ ‬لـ‭ ‬“الحوثيين”‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬دائرة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬وحراس‭ ‬الثورة‭ ‬وقاسم‭ ‬سليماني‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬نهايته‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أحيل‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضاحية‭ ‬بيروت‭ ‬الجنوبية‭ ‬حيث‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭... ‬والذي‭ ‬كانت‭ ‬آخر‭ ‬أفعاله،‭ ‬كما‭ ‬يتردد‭ ‬ويقال،‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬طيب‭ ‬ومسالم‭ ‬هو‭ ‬لقمان‭ ‬سليم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬الطائفة‭ ‬الشيعية‭ ‬وهذا‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬طائفي‭ ‬ولا‭ ‬يؤمن‭ ‬بالطائفية‭.‬

ربما‭ ‬تعرض‭ ‬“الحوثيون”‭ ‬لبعض‭ ‬“الضيم”‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭ ‬خلال‭ ‬تعاقب‭ ‬الأنظمة‭ ‬اليمنية‭ ‬التي‭ ‬تلاحقت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬المملكة‭ ‬المتوكلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬لكن‭ ‬مشكلة‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرض‭ ‬حكمهم‭ ‬وبقوة‭ ‬السلاح‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬التحقوا‭ ‬مذهبياً‭ ‬بإيران،‭ ‬دولة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬ولجأوا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬لفرض‭ ‬نظامهم‭ ‬مجدداً‭ ‬وبقوة‭ ‬السلاح‭ ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬ربما‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬أبعادها‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬الإيرانيون‭ ‬يتدخلون‭ ‬فيه،‭ ‬عسكرياًّ‭ ‬وأمنياًّ‭ ‬وسياسياًّ،‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬وجود‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬هم‭ ‬الأغلبية‭ ‬والأقلية‭ ‬“الحوثية”‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تابعة‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يتغلغل‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬هي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭: ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭. ‬والواضح‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأبعاد‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬تتكئ‭ ‬على‭ ‬ركائز‭ ‬طائفية‭ ‬ومذهبية‭ ‬هي‭ ‬الركائز‭ ‬الإيرانية،‭ ‬لا‭ ‬تدركها‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأميركية‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنها‭ ‬بادرت‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬صفة‭ ‬“الإرهاب”‭ ‬عن‭ ‬“الحوثيين”‭ ‬قيادة‭ ‬وقاعدة‭ ‬ثم‭ ‬وتحت‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬مارسته‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والعربية‭ ‬عادت‭ ‬لاعتبار‭ ‬أنّ‭ ‬القيادة‭ ‬“الحوثية”‭ ‬إرهابية‭ ‬وأن‭ ‬أتباعها‭ ‬غير‭ ‬إرهابيين،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬مرتبكة‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬شؤون‭ ‬وشجون‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭. ‬والسؤال‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬هو‭: ‬كيف‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القيادة‭ ‬“الحوثية”‭ ‬إرهابية‭ ‬ويكون‭ ‬تنظيمها‭ ‬“الحوثي”‭ ‬غير‭ ‬إرهابي؟‭! ‬“إيلاف”‭.‬