مدينة المحرق “أم المدن” والعمارة التقليدية منذ 1794م (1)

| د. حسين المهدي

أعجبني‭ ‬كتاب‭ ‬“حفظ‭ ‬المباني‭ ‬التاريخية‭ ‬–‭ ‬مبان‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق”‭ ‬للدكتور‭ ‬سلمان‭ ‬المحاري‭ ‬في‭ ‬تناوله‭ ‬موضوع‭ ‬العمارة‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬“أم‭ ‬المدن”،‭ ‬وصدر‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لحفظ‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ (‬إيكروم‭ ‬–‭ ‬الشارقة‭) ‬عام‭ (‬2017م‭)‬،‭ ‬والكتاب‭ ‬بحق‭ ‬موسوعة‭ ‬شاملة‭ ‬كاملة‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬التقليدية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمحرق،‭ ‬ويقع‭ ‬في‭ ‬402‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير،‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬أبواب‭ ‬بواقع‭ ‬فصلين‭ ‬لكل‭ ‬باب،‭ ‬وخصص‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬لمقدمة‭ ‬تاريخية‭ ‬ووصف‭ ‬المدينة‭ ‬وعمارتها،‭ ‬والثاني‭ ‬لمواد‭ ‬وتقنيات‭ ‬البناء،‭ ‬والثالث‭ ‬للعوامل‭ ‬ومظاهر‭ ‬تلف‭ ‬المباني‭ ‬التراثية،‭ ‬والرابع‭ ‬للمبادئ‭ ‬العلمية‭ ‬لصيانة‭ ‬المباني‭ ‬التراثية،‭ ‬والخامس‭ ‬للفحوص‭ ‬والتحاليل‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬والباب‭ ‬السادس‭ ‬لموضوع‭ ‬الدراسة‭ ‬وجانبها‭ ‬التطبيقي،‭ ‬وتكررت‭ ‬كلمة‭ ‬“المحرق”‭ (‬552‭) ‬مرة،‭ ‬في‭ ‬الكتاب،‭ ‬و”البناء”‭ (‬469‭)‬،‭ ‬و”البحرين”‭ (‬361‭) ‬مرة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المحرق‭ ‬كموضوع‭ ‬الكتاب،‭ ‬ويلخص‭ ‬مقالنا‭ ‬محتويات‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭. ‬

وإنني‭ ‬إذ‭ ‬أشكر‭ ‬الأخ‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬إهدائي‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬لي‭ ‬لبحثي‭ ‬عن‭ ‬مدينتي‭ ‬العريقة‭ ‬المحرق‭ ‬كمدينة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حديثة‭ ‬ومركز‭ ‬سياسي‭ ‬برز‭ ‬في‭ (‬1796م‭) ‬ثم‭ ‬كعاصمة‭ ‬أولى‭ ‬للبحرين‭ (‬1810‭ - ‬1923م‭) ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتاريخية‭ ‬وتطورها‭ ‬العمراني،‭ ‬متناولينه‭ ‬في‭ ‬البابين‭ ‬الأول‭ ‬والسادس‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬للمحرق‭ ‬وتاريخها‭ ‬وجيولوجيتها‭ ‬وتطور‭ ‬العمارة‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عموما‭ ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬خصوصا،‭ ‬والعناصر‭ ‬المعمارية‭ ‬والزخرفية‭ ‬الجصية‭ ‬والخشبية‭ ‬والمعدنية،‭ ‬والسمات‭ ‬المعمارية‭ ‬لعمارتها‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وإيراد‭ ‬بعض‭ ‬النماذج‭ ‬المعمارية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬نماذج‭ ‬خمسة،‭ ‬هي‭ ‬بيت‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ (‬1869‭ - ‬1923‭)‬،‭ ‬وبيت‭ ‬ومجلس‭ ‬سيادي،‭ ‬ومسجد‭ ‬سيادي‭ ‬ودكاكين‭ ‬سيادي‭ ‬وبيت‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ (‬1942‭ - ‬1961‭) ‬الذي‭ ‬أنشئ‭ ‬عام‭ (‬1794‭).‬

أما‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬فتعرف‭ ‬بأنها‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجمها‭ ‬وموقعها‭ ‬شرقي‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬وهي‭ ‬الأكبر،‭ ‬وكان‭ ‬اسمها‭ ‬القديم‭ ‬“رفين”‭ ‬ومجموع‭ ‬مساحتها‭ ‬نحو‭ ‬7‭ ‬أميال‭ ‬مربعة‭ ‬و”تتميز‭ ‬بشواطئها‭ ‬الرملية‭ ‬ويحيط‭ ‬بها‭ ‬شريط‭ ‬من‭ ‬الصخور‭ ‬المرجانية”‭ ‬وفقا‭ ‬“لوريمر‭ ‬القسم‭ ‬الجغرافي”‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬1976م‭). ‬وتتشكل‭ ‬عمرانية‭ ‬الجزيرة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬ومن‭ ‬قرى‭ ‬وحالات‭ ‬وأحياء‭ ‬أو‭ ‬فرجان،‭ ‬أما‭ ‬القرى‭ ‬فهي‭ ‬الدير‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬دير‭ ‬قديما‭ ‬كان‭ ‬بها،‭ ‬وقرية‭ ‬سماهيج‭ ‬وقلالي‭ ‬والحد‭ ‬والبسيتين‭ ‬وقرية‭ ‬عراد‭ ‬بقلعتها‭ ‬التي‭ ‬شيدها‭ ‬البرتغاليون‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬16‭ ‬الميلادي‭. ‬وهناك‭ ‬حالات‭ ‬كحالة‭ ‬بوماهر‭ ‬والنعيم‭ ‬والسلطة،‭ ‬وبمدينة‭ ‬المحرق‭ ‬أحياء‭ ‬إما‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬سكانها‭ ‬مثل‭ ‬فريج‭ ‬الشيوخ‭ ‬والبنعلي‭ ‬والمناعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العوائل،‭ ‬أو‭ ‬حسب‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬يحترفها‭ ‬قاطنوا‭ ‬هذه‭ ‬الفرجان،‭ ‬كفريج‭ ‬البنائين‭ ‬والحياك‭ ‬والصاغة‭. ‬وللموضوع‭ ‬تتمة‭.‬