سوالف

مواطنون محرومون من الراحة بسبب “الأشغال”

| أسامة الماجد

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬ملزما‭ ‬بالتعليق‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بالقول،‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬ولماذا‭ ‬حدث،‭ ‬لكن‭ ‬مفتاح‭ ‬التحليل‭ ‬وحجر‭ ‬الزاوية‭ ‬مفقود‭ ‬بالمعنى‭ ‬الأعمق‭ ‬لهذه‭ ‬الكلمة،‭ ‬وكثيرة‭ ‬هي‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬نسمعها‭ ‬عن‭ ‬التناقض‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬والعشوائية‭ ‬والتجارب‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬اعتبار‭ ‬إلى‭ ‬القاطنين،‭ ‬وكأنهم‭ ‬خارج‭ ‬منظومة‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬الإسكان‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬صرفوا‭ ‬أموالا‭ ‬طائلة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬بيت‭ ‬العمر‭.‬

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬لها‭ ‬أجوبة‭ ‬عند‭ ‬المسؤولين‭ ‬لأن‭ ‬البعض‭ ‬وصلت‭ ‬روحه‭ ‬إلى‭ ‬العتبة‭ ‬الغاضبة،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬الإنسان‭ ‬الراحة‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬نتيجة‭ ‬اجتهادات‭ ‬أو‭ ‬قرارات‭ ‬شخصية‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬العواصف‭ ‬على‭ ‬الأهالي،‭ ‬وأولها‭ ‬وأهمها‭ ‬العمل‭ - ‬“تكسر‭ ‬وتحفير‭ ‬الشوارع”‭ - ‬أيام‭ ‬الإجازات‭ ‬ومنذ‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬تزحف‭ ‬عقارب‭ ‬الساعة‭ ‬إلى‭ ‬الرابعة‭ ‬أو‭ ‬الخامسة‭ ‬فجرا‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬إجازة،‭ ‬إلا‭ ‬وصوت‭ ‬“الورور”‭ ‬يكون‭ ‬مثل‭ ‬اللهب‭ ‬المستعر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬في‭ ‬“الفريج”‭ ‬وكل‭ ‬الأركان‭ ‬تتصدع‭ ‬من‭ ‬الإزعاج،‭ ‬قد‭ ‬نعطي‭ ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬يشتغلون‭ ‬دفء‭ ‬القلب‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬أياما‭ ‬عادية‭ ‬غير‭ ‬الإجازة،‭ ‬فعلى‭ ‬الأقل‭ ‬هناك‭ ‬“دوام”‭ ‬ومشاوير‭ ‬ومسؤوليات،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬يومي‭ ‬الراحة‭ ‬اللذين‭ ‬ينتظرهما‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬فأتصور‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفسيرات‭ ‬ومسار‭ ‬مناسب‭ ‬مقنع‭ ‬يشرح‭ ‬لنا‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬أو‭ ‬الحمولة‭ ‬الزائدة‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬باتوا‭ ‬محرومين‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬الإزعاج‭.‬

والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬تفسيره‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬والمحافل‭ ‬العلمية،‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬حفر‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬سواء‭ ‬بسبب‭ ‬وضع‭ ‬“كيبل‭ ‬كهرباء‭ ‬جديد”‭ ‬أو‭ ‬لسبب‭ ‬آخر‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروع‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬تصاميم‭ ‬مسبقة‭ ‬وعقول‭ ‬تخطط‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬المكاتب،‭ ‬بدل‭ ‬الترقيع‭ ‬السنوي‭ ‬وتشويه‭ ‬الشوارع‭ ‬وتجارب‭ ‬المقاولين‭ ‬التي‭ ‬تشبه‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬بدرجاته‭ ‬المختلفة‭.‬