الأجور وقانون العمل

| د. عبدالقادر ورسمه

من‭ ‬ضمن‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬ينظمها‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬البحريني،‭ ‬نجد‭ ‬“أجر‭ ‬العامل”‭. ‬ووفق‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العمل،‭ ‬يحدد‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬الفردي‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬أو‭ ‬أنظمة‭ ‬العمل‭ ‬بالمنشأة،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الطرق،‭ ‬استحق‭ ‬العامل‭ ‬أجر‭ ‬المثل‭ ‬إن‭ ‬وجد،‭ ‬وإلا‭ ‬قدر‭ ‬الأجر‭ ‬طبقا‭ ‬لعُرف‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يؤدي‭ ‬فيها‭ ‬العمل،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يوجد‭ ‬عُرف‭ ‬تولت‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬تقدير‭ ‬الأجر‭ ‬المستحق‭ ‬للعامل‭ ‬وفقا‭ ‬لمقتضيات‭ ‬العدالة‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬يتضح‭ ‬جليا‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬وضع‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬لتحديد‭ ‬الأجر،‭ ‬ويتبع‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬نوع‭ ‬الخدمة‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬العامل‭ ‬أداؤها‭. ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يشكل‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬للعامل‭ ‬والعمل‭ ‬معا‭. ‬ويجوز‭ ‬تقدير‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬بالساعة‭ ‬أو‭ ‬باليوم‭ ‬أو‭ ‬بالأسبوع‭ ‬أو‭ ‬بالشهر‭ ‬أو‭ ‬بالقطعة‭ ‬أو‭ ‬بإلانتاج‭ ‬ولا‭ ‬يعتبر‭ ‬الأجر‭ ‬محددا‭ ‬بالقطعة‭ ‬أو‭ ‬بإلانتاج‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭. ‬والعقد‭ ‬شريعة‭ ‬المتعاقدين‭ ‬ويشارك‭ ‬العامل‭ ‬في‭ ‬وضعه‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يرضيه‭ ‬ويحقق‭ ‬طموحاته‭.‬

تؤدى‭ ‬الأجور‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬للعامل‭ ‬بالعملة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويجوز‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬بعملة‭ ‬أجنبية‭ ‬متداولة‭ ‬قانونا‭ ‬ويحظر‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬الأجور‭ ‬لمجرد‭ ‬اختلاف‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العقيدة‭. ‬

وتؤدى‭ ‬الأجور‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬العمل‭ ‬وفي‭ ‬مكانه‭ ‬وبمراعاة‭ ‬شروط‭ ‬منها،‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬أجور‭ ‬العمال‭ ‬بأجر‭ ‬شهري‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الشهر،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأجر‭ ‬بالإنتاج‭ ‬وتطلب‭ ‬العمل‭ ‬مدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وجب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬العامل‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬على‭ ‬دفعة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬أنجزه،‭ ‬وأن‭ ‬يؤدى‭ ‬له‭ ‬باقي‭ ‬الأجر‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬التالي،‭ ‬وتؤدى‭ ‬أجور‭ ‬العمال‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭. ‬إذا‭ ‬انتهت‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬يؤدى‭ ‬للعامل‭ ‬أجره‭ ‬وكافة‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬فورا‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العامل‭ ‬قد‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه،‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أداء‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬وجميع‭ ‬مستحقاته‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تنجاوز‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭. ‬وكما‭ ‬يتضح‭ ‬هناك‭ ‬عدالة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬

مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الشروط‭ ‬أعلاه،‭ ‬إذا‭ ‬تأخر‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬أدائه‭ ‬وجب‭ ‬عليه‭ ‬تعويض‭ ‬العامل‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭ % ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬الذي‭ ‬تأخر‭ ‬صرفة‭ ‬مدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬استحقاق‭ ‬الأجر،‭ ‬وتزاد‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬بواقع‭ ‬1‭ % ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬تأخير‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬12‭ %‬‭ ‬سنويا‭. ‬والتأخير‭ ‬له‭ ‬ثمن‭.‬

لا‭ ‬يجوز‭ ‬لصاحب‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬عامل‭ ‬بالأجر‭ ‬الشهري‭ ‬إلى‭ ‬فئة‭ ‬العمال‭ ‬بأجر‭ ‬يومي‭ ‬أو‭ ‬أسبوعي‭ ‬أو‭ ‬بالقطعة‭ ‬أو‭ ‬بالساعة‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬العامل‭ ‬كتابةً،‭ ‬ويكون‭ ‬للعامل‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬في‭ ‬المدة‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬بالأجر‭ ‬الشهري‭ ‬طبقا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭. ‬وعلى‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬والعمال‭ ‬الالتزام‭ ‬بجميع‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬حتى‭ ‬تسير‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬والعمل‭ ‬لمصلحتهم‭ ‬ومصلحة‭ ‬البلد‭.‬