مواقف إدارية

نحن لا نصنع الجهل وإنما...

| أحمد البحر

يقول‭ ‬أفلاطون‭: ‬“الجهل‭ ‬أصل‭ ‬كل‭ ‬الشرور”‭. ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬وربما‭ ‬نتفق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬بأن‭ ‬الأمر‭ ‬الصعب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نقر‭ ‬بالجهل‭ ‬وأن‭ ‬نمتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬والجرأة‭ ‬الكافية‭ ‬لنقول‭: ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬أو‭ ‬أنا‭ ‬تنقصني‭ ‬المقومات‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬تؤهلني‭ ‬القيام‭ ‬بمهمة‭ ‬الإفتاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭.‬

أما‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬وتعقيدًا‭ ‬هو‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬بأننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬المشكلة‭. ‬أقول‭ ‬مشكلة‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬فعلاً‭ ‬كذلك‭. ‬إنها‭ ‬مشكلة‭ ‬لهذا‭ ‬الفرد‭ ‬نفسه‭ ‬ومشكلة‭ ‬للذين‭ ‬يخاطبهم‭ ‬هذا‭ ‬الفرد‭ ‬ويقوم‭ ‬بدور‭ ‬المفتي‭ ‬فيهم‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬بأنه‭ ‬كذلك‭ ‬فيساهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬ونشر‭ ‬الجهل‭. ‬تقول‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭:‬

’’لاحظ‭ ‬الفيلسوف‭ ‬سقراط‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يعيشون‭ ‬مغمورين‭ ‬في‭ ‬ظلمات‭ ‬الجهل‭ ‬بينما‭ ‬يتوهمون‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فلا‭ ‬يترددون‭ ‬في‭ ‬الإفتاء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شأن‭ ‬وإصدار‭ ‬الأحكام‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬بالتالي‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تعميم‭ ‬الجهالة‘‘‭.‬

قد‭ ‬نرى‭ ‬هذا‭ ‬واضحًا‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬في‭ ‬الاجتهادات‭ ‬غير‭ ‬المحكمة‭ ‬وغير‭ ‬المبررة‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة‭ ‬والتي‭ ‬ترد‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الواسع‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬رفع‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬عن‭ ‬البشرية‭ ‬هذا‭ ‬البلاء‭. ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يفتي‭ ‬بآراء‭ ‬يقول‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬آراء‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬شخصية‭ ‬وربما‭ ‬يستشهد‭ ‬هذا‭ ‬البعض‭ ‬بآراء‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬شخصية‭ ‬واجتهادات‭ ‬تنقصها‭ ‬الأسس‭ ‬العلمية‭ ‬المحكمة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬المصداقية‭. ‬إنه‭ ‬وباء‭ ‬كارثي‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بأسلوب‭ ‬علمي‭ ‬متخصص‭ ‬وليس‭ ‬بآراء‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬لمن‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭. ‬

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هنا‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬يتقبل‭ ‬العقل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬فتاك‭ ‬وخطير‭ ‬وكارثي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬أو‭ ‬آراء‭ ‬لأفراد‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬عن‭ ‬خلفياتهم‭ ‬العلمية‭ ‬والمهنية‭ ‬التخصصية؟؟‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟‭ ‬أجده‭ ‬واجبًا‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ‭ ‬وأنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭  ‬تحية‭ ‬إكبار‭ ‬وتقدير‭ ‬وإجلال‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬يعمل‭ ‬بكل‭ ‬حرفية‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭. ‬يعطيكم‭ ‬العافية‭.‬