ذكرى الميثاق.. 20 عامًا على “العهد والبيعة”

| عادل عيسى المرزوق

دوّن‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحديث‭ ‬يومي‭ ‬الأربعاء‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬والخميس‭ ‬15‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬كحدث‭ ‬راسخ‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬الوطني‭ ‬باعتباره‭ ‬الركيزة‭ ‬الأولى‭ ‬لبدء‭ ‬مرحلة‭ ‬بدلائل‭ ‬وعلامات‭ ‬جلية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬للتصويت‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬“عهد‭ ‬وبيعة”‭ ‬أثبتتها‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬“التاريخية‭ ‬الكبرى”‭ ‬ببلوغ‭ ‬نسبة‭ ‬98‭.‬4‭ ‬بالمئة،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬مرجعية‭ ‬لكل‭ ‬محطات‭ ‬المسيرة‭ ‬الإصلاحية‭.‬

هي‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬أبعادها‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية،‭ ‬والتي‭ ‬أعلن‭ ‬فيها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬“يده‭ ‬ممدودة‭ ‬للجميع”،‭ ‬فهذه‭ ‬اليد‭ ‬الكريمة‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬فيما‭ ‬بلغته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬وإنجازات‭ ‬متتالية‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وأهم‭ ‬ركائزها‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإجماع‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬العليا‭ ‬والانطلاق‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬ديموقراطية‭ ‬ومشاركة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬وإننا‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬وشرف،‭ ‬نستذكر‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وجعل‭ ‬الجنة‭ ‬مثواه،‭ ‬بمواقفه‭ ‬الداعمة‭ ‬والمعاضدة‭ ‬للمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬العاهل،‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بالرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ومسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والنماء‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لتطلعات‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الكريم،‭ ‬حيث‭ ‬خطت‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬تاريخية‭ ‬مميزة،‭ ‬وحققت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الزاهر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬يفخر‭ ‬ويعتز‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬النبيل‭ ‬المعطاء،‭ ‬وكم‭ ‬رائع‭ ‬أن‭ ‬نتأمل‭ ‬وصايا‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬العزم‭ ‬والإرادة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطلعات‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجاز‭.‬

عقدان‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬عبّرا‭ ‬لكنهما‭ ‬حملا‭ ‬معاني‭ ‬الإسهام‭ ‬الكبير‭ ‬والمنجز‭ ‬والفاعل‭ ‬والواضح‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬وبلا‭ ‬ريب،‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المعطيات‭ ‬أسّسها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بمثابة‭ ‬مرجعية‭ ‬مهمة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬ركائز‭ ‬التطوير‭ ‬والتقدم‭ ‬وفق‭ ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والخليجي‭ ‬وكذلك‭ ‬مكانتها‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم،‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬نعبّر‭ ‬عن‭ ‬الامتنان‭ ‬والعرفان‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وهو‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬رسم‭ ‬لنا‭ ‬طريق‭ ‬المستقبل،‭ ‬وسنعبر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬بخطوات‭ ‬رائدة‭ ‬واعدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدرب،‭ ‬بآمال‭ ‬كبيرة‭ ‬يحملها‭ ‬معنا‭ ‬وبنا‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبالتأكيد،‭ ‬لن‭ ‬يتوانى‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والنهضة‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬وكل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني‭ ‬يملك‭ ‬ذلك‭ ‬الإحساس‭ ‬العميق‭ ‬للنهوض‭ ‬بوطننا‭ ‬إلى‭ ‬أرحب‭ ‬آفاق‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭.‬

لهذا،‭ ‬فإن‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬تضعنا‭ ‬أمام‭ ‬عهد‭ ‬وبيعة‭ ‬متجددة‭ ‬قوامها‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطموحات‭ ‬والتطلعات‭ ‬ومواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬وتحدياتها،‭ ‬فالرؤى‭ ‬متوافقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬بين‭ ‬قيادته‭ ‬وشعبه،‭ ‬والأدوار‭ ‬تتكامل‭ ‬لحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬وأمانة‭ ‬وإخلاص‭.. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والبحرين‭ ‬ملكًا‭ ‬وحكومةً‭ ‬وشعبًا‭ ‬يخطون‭ ‬حروفًا‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المستحيل‭.. ‬كل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭.‬