فجر جديد

العمالة السائبة و“عزيمة الدولة”

| إبراهيم النهام

أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬عامل‭ ‬آسيوي‭ ‬مخالف،‭ ‬تم‭ ‬ضبطهم‭ ‬أخيراً‭ ‬بمنطقة‭ ‬سلماباد‭ ‬الصناعية،‭ ‬وسط‭ ‬تساؤلات‭ ‬وقلق‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬التزامهم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والطبية‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬سكنهم،‭ ‬ومدى‭ ‬معرفتهم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الأصل‭. ‬

نتساءل‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬الإصابات‭ ‬اليومية‭ ‬بكورونا،‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬سبعمائة‭ ‬إصابة،‭ ‬بمؤشر‭ ‬تنامي‭ ‬خطير،‭ ‬يكشف‭ ‬تخاذل‭ ‬وعدم‭ ‬التزام‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬لفريق‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف؟‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬سلماباد‭ ‬الصناعية،‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬قريبة‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬الجديدة،‭ ‬كالرملي‭ ‬وعمارات‭ ‬شقق‭ ‬سلماباد‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبها‭ ‬مناطق‭ ‬خدمية‭ ‬جاذبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬كمزارع‭ ‬الهورة،‭ ‬وعدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬وبقية‭ ‬الخدمات‭ ‬التكميلية‭ ‬المهمة،‭ ‬مشجعة‭ ‬المواطنين‭ ‬وعوائلهم‭ ‬للتوافد‭ ‬عليها،‭ ‬والاختلاط‭ ‬بمن‭ ‬هم‭ ‬فيها‭.‬

ويمكن‭ ‬قياس‭ ‬ذات‭ ‬الأمر‭ ‬ببعض‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬الشبيهة‭ ‬لسلماباد‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬بالمملكة،‭ ‬بسيناريو‭ ‬خطر‭ ‬متكرر،‭ ‬محصلته‭ ‬النهائية‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬بالفيروس،‭ ‬وتهديد‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭.‬

ملف‭ ‬سكن‭ ‬العمال‭ ‬الشائك‭ ‬والمعقد‭ ‬جداً،‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬خصوصاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعمالة‭ ‬السائبة‭ ‬والمخالفة‭ ‬التي‭ ‬تزاحم‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬رزقهم‭ ‬وحياتهم،‭ ‬وتتسبب‭ ‬بالفوضى‭ ‬بالبلد،‭ ‬وبتفشي‭ ‬الفيروس،‭ ‬وبتضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وبأكثر‭ ‬من‭ ‬جانب‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬نتساءل‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬العمالة‭ ‬المخالفة‭ ‬المضبوطة‭ ‬أخيرا،‭ ‬وهل‭ ‬سيتم‭ ‬تحويلها‭ ‬للنظام‭ ‬المرن‭ ‬أم‭ ‬ترحيلها‭ ‬لبلدانها‭ ‬الأصلية‭ ‬مباشرة؟‭ ‬كلها‭ ‬تساؤلات‭ ‬يرددها‭ ‬النواب‭ ‬والناس،‭ ‬وتنتظر‭ ‬الرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬والعزيمة‭ ‬القوية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬لحسمها‭.‬