ياسمينيات

المدارس و“التييمز”

| ياسمين خلف

نُقدر‭ ‬الوضع‭ ‬المُربك‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوجيهات‭ ‬الجديدة‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬covid-19‭) ‬لتقليل‭ ‬أعداد‭ ‬الموظفين‭ ‬بالوزارات‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس،‭ ‬والذي‭ ‬حتم‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬واضطرارها‭ ‬لتقليص‭ ‬أعداد‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بحلول‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أعباء‭ ‬تُثقل‭ ‬كاهل‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬“حيص‭ ‬بيص”‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬الاستنفار‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬الأمور،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬طلبة‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬“الصفوف‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية”‭.‬

فاعتماد‭ ‬بث‭ ‬الحصص‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬التييمز‭ ‬لأربعة‭ ‬أيام‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬يومين‭ ‬بالأسبوع‭ ‬خلق‭ ‬مشاكل‭ ‬جديدة،‭ ‬فالمعلمون‭ ‬سيتكبدون‭ ‬بذلك‭ ‬كلف‭ ‬باقات‭ ‬الإنترنت‭ ‬المضاعفة‭ ‬التي‭ ‬عليهم‭ ‬تقويتها‭ ‬من‭ ‬حسابهم‭ ‬الخاص،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬البث‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭! ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬البث‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬فتلك‭ ‬حكاية‭ ‬أخرى،‭ ‬فالطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬للبث‭ ‬لجميع‭ ‬المراحل‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬سيضعف‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الإرسال‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬ضعيفة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدرسات‭ ‬بإحدى‭ ‬المدارس‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬الماضي‭ ‬وفرن‭ ‬من‭ ‬حسابهن‭ ‬الخاص‭ ‬باقة‭ ‬إنترنت‭ ‬لتقوية‭ ‬البث‭ ‬تفادياً‭ ‬للمشاكل‭ ‬التي‭ ‬يعانين‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬طالباتهن‭!‬

البث‭ ‬لأربعة‭ ‬أيام‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬سيحتاج‭ ‬لجهازه‭ ‬الخاص،‭ ‬ولن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬التناوب‭ ‬على‭ ‬استخدامه‭ ‬مع‭ ‬إخوته‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الماضي،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬عليها‭ ‬التفرغ‭ ‬بالكامل‭ ‬لمتابعة‭ ‬طفلها‭ ‬طوال‭ ‬النهار،‭ ‬فطلبة‭ ‬الحلقة‭ ‬الأولى‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬تقديراً‭ ‬للوقت‭ ‬ولا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بالجلوس‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مراقبة‭ ‬وتوجيه‭ ‬بحكم‭ ‬سنهم‭ ‬الصغير،‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬الأمهات‭ ‬العاملات؟‭ ‬والمدرسات‭ ‬أنفسهن؟‭ ‬اللواتي‭ ‬سيهضمن‭ ‬حقوق‭ ‬أطفالهن‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬يجدن‭ ‬الوقت‭ ‬لمتابعة‭ ‬دروسهم‭ ‬مع‭ ‬تفرغهن‭ ‬الكامل‭ ‬للبث‭ ‬مع‭ ‬طالبتهن‭!‬

الحل‭ ‬الممكن،‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬البث‭ ‬اليومي،‭ ‬واعتماد‭ ‬البث‭ ‬المركزي‭ ‬للطلبة‭ ‬لجميع‭ ‬المراحل،‭ ‬والرصد‭ ‬الفردي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات‭ ‬للطلبة،‭ ‬وأن‭ ‬تقوم‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬بمسؤوليتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتقوية‭ ‬الإنترنت‭ ‬وتخفيض‭ ‬كلفه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬أجهزة‭ ‬المعلمين‭ ‬قديمة،‭ ‬وبحاجة‭ ‬للاستبدال‭ ‬ليؤدوا‭ ‬رسالتهم‭ ‬بالشكل‭ ‬اللائق‭.‬