حالات الفصل التعسفي للعامل

| د. عبدالقادر ورسمه

قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬وتعديلاته،‭ ‬ينظم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬والعامل‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬وهناك‭ ‬أحكام‭ ‬خاصة‭ ‬بالحالات‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬وفصل‭ ‬العامل‭ ‬دون‭ ‬إخطار‭ ‬أو‭ ‬تعويض‭. ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬القانون،‭ ‬تلك‭ ‬الأحكام‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬فصل‭ ‬العامل‭ ‬“فصلا‭ ‬تعسفيا”‭. ‬ونصت‭ ‬المادة‭ (‬104‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬إنهاء‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬لعقد‭ ‬العمل‭ ‬فصلا‭ ‬تعسفيا‭ ‬للعامل‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الإنهاء‭ ‬بسبب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الآتية‭ ‬وهي‭: (‬1‭) ‬الفصل‭ ‬بسبب‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العقيدة‭ ‬أو‭ ‬الحالـة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬المسؤوليات‭ ‬العائلية‭ ‬أو‭ ‬حمل‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬أو‭ ‬ولادتها‭ ‬أو‭ ‬إرضاعها‭ ‬لطفلها،‭ ‬أو‭ (‬2‭) ‬انتماء‭ ‬العامل‭ ‬إلى‭ ‬نقابة‭ ‬عمالية‭ ‬أو‭ ‬مشاركته‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أنشطتها‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تقرره‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح،‭ ‬أو‭ (‬3‭) ‬تمثيل‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬نقابي‭ ‬أو‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الصفة،‭ ‬أو‭ (‬4‭) ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تمثيل‭ ‬العمال،‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬أو‭ ‬بلاغ‭ ‬أو‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬ضد‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الشكوى‭ ‬أو‭ ‬البلاغ‭ ‬أو‭ ‬الدعوى‭ ‬كيدية،‭ ‬أو‭ (‬5‭) ‬استخدام‭ ‬العامل‭ ‬لحقه‭ ‬في‭ ‬الإجازات‭ ‬طبقا‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ (‬6‭) ‬توقيع‭ ‬الحجز‭ ‬على‭ ‬مستحقات‭ ‬العامل‭ ‬لدى‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭. ‬وتقضي‭ ‬المحكمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬العامل‭ ‬المفصول‭ ‬بإعادته‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬متى‭ ‬ثبت‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬فصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬البندين‭ (‬2‭) ‬و‭(‬3‭) ‬من‭ ‬الفقرة‭ ‬السابقة‭.‬

إن‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ (‬رب‭ ‬العمل‭) ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬مجازا،‭ ‬هو‭ ‬الآمر‭ ‬والناهي‭ ‬بشأن‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالعمل‭ ‬بحكم‭ ‬وضعه‭. ‬ولكن‭ ‬المشرع،‭ ‬وضع‭ ‬أحكاما‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬“المصلحة‭ ‬العامة”‭ ‬لقطاع‭ ‬العمل‭ ‬والأعمال‭. ‬ولهذا،‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬حالات‭ ‬معينة‭ ‬يعتبر‭ ‬فيها‭ ‬قيام‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بفصل‭ ‬العامل‭ ‬“فصلا‭ ‬تعسفيا”‭ ‬أي‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وفيه‭ ‬تعسف‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭. ‬والتعسف‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬يجعل‭ ‬القرار‭ ‬غير‭ ‬سليم‭ ‬ومردود‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬اتخذه،‭ ‬وهنا‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬عليه‭ ‬تحمل‭ ‬النتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬“الفصل‭ ‬التعسفي”‭. ‬والقانون‭ ‬بوضعه‭ ‬لهذه‭ ‬الأحكام‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬جو‭ ‬مستقر‭ ‬وآمن‭ ‬للعمل‭ ‬والعمال،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ومطلوب‭ ‬وله‭ ‬فوائد‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬ولا‭ ‬تعد،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬“حق‭ ‬العمل”‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الدستورية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬يستحقها‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬العمل‭. ‬

ووفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬القانون،‭ ‬فإن‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬أعلاه‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬كحالة‭ ‬“فصل‭ ‬تعسفي”‭. ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الفصل‭ ‬خارج‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬“فصلا‭ ‬تعسفيا”‭ ‬بل‭ ‬فصلا‭ ‬“عادي”‭ ‬ويتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬ووفق‭ ‬الوقائع‭ ‬ومجريات‭ ‬الحال‭. ‬والقانون‭ ‬أيضا،‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬ووضع‭ ‬لها‭ ‬أحكاما‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬سنتطرق‭ ‬لها‭ ‬لاحقا‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭ ‬والتوضيح‭ ‬للأهمية‭.‬