فجر جديد

ولو “حفروا الأسفلت بأنوفهم”

| إبراهيم النهام

المحاولات‭ ‬الدنيئة‭ ‬لإعادة‭ ‬الأمور‭ ‬الأمنية‭ ‬للمربع‭ ‬الأول،‭ ‬عبر‭ ‬الترويع‭ ‬بزرع‭ ‬الأجسام‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬واستهداف‭ ‬أجهزة‭ ‬الصراف‭ ‬الآلي‭ ‬لابتزاز‭ ‬الدولة،‭ ‬وإدماء‭ ‬اقتصادها‭ ‬الوطني،‭ ‬لن‭ ‬تؤتي‭ ‬نفعاً،‭ ‬ولو‭ ‬حفر‭ ‬خونة‭ ‬الأوطان‭ ‬الأسفلت‭ ‬بأنوفهم‭.‬

هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الانفصام‭ ‬بالشخصية،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬كجمهورية‭ ‬للدم‭ ‬والتحريض‭ ‬وتسميم‭ ‬الأدمغة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬الملوثة‭ ‬التي‭ ‬تنكر‭ ‬خيرات‭ ‬بلدها،‭ ‬وتجحدها،‭ ‬وتتنصل‭ ‬منها،‭ ‬وتسعى‭ ‬لبيع‭ ‬السيادة‭ ‬والوجود‭ ‬في‭ ‬أرخص‭ ‬سوق‭ ‬للنخاسة‭.‬

الطوابير‭ ‬الخامسة‭ ‬هي‭ ‬الوباء‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬أوطان‭ ‬العرب،‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬الملالي‭ ‬لسدة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬وما‭ ‬واكب‭ ‬ثورة‭ ‬البلاء‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬انتكاسات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬العالميين،‭ ‬وترسيخ‭ ‬الملالي‭ ‬أعرافا‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي،‭ ‬كتفجير‭ ‬السفارات‭ ‬وقتل‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬الطائفية‭ ‬والمذهبية‭ ‬التي‭ ‬أحرقت‭ ‬بلهيبها‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬في‭ ‬أقطار‭ ‬عربية‭ ‬عدة،‭ ‬وأبادت‭ ‬بشراً‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المذهب‭ ‬والهوية‭ ‬والاسم‭.‬

هذه‭ ‬الطوابير‭ ‬العميلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعجبها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تحققه‭ ‬الدولة‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭ ‬وأفضلها،‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الإعمار‭ ‬الحقيقي‭ ‬للوطن‭ ‬كما‭ ‬تدعي‭ ‬من‭ ‬مظلومية‭ ‬جوفاء،‭ ‬ولا‭ ‬بناء‭ ‬لحياة‭ ‬المواطن،‭ ‬وإزالة‭ ‬العثرات‭ ‬عن‭ ‬طريقه،‭ ‬إنما‭ ‬الإقصاء‭ ‬ولا‭ ‬غيره،‭ ‬إقصاء‭ ‬يكنس‭ ‬الآخرين‭ ‬كنساً،‭ ‬ويمسحهم‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الخريطة،‭ ‬ويحاول‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬على‭ ‬جثثهم‭ ‬وأشلائهم‭ ‬هوية‭ ‬أحادية،‭ ‬راديكالية،‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬الخير‭ ‬إلا‭ ‬بها،‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وصنعاء،‭ ‬وتتعدد‭ ‬الأسماء‭ ‬والمآسي‭.‬

البحرين‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬مساحتها،‭ ‬عتية‭ ‬وصعبة‭ ‬على‭ ‬عملاء‭ ‬الداخل‭ ‬ومتربصي‭ ‬الخارج،‭ ‬ولطالما‭ ‬قدمت‭ ‬أرض‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الجميلة،‭ ‬دروساً‭ ‬مستفادة‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والطامعة،‭ ‬في‭ ‬الإرادة‭ ‬الحقة‭ ‬وفي‭ ‬الوفاء‭ ‬للأرض‭ ‬والقيادة‭ ‬والعلم‭ ‬الوطني‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬دائماً،‭ ‬وسيظل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه،‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬عظيم،‭ ‬وشعب‭ ‬كريم،‭ ‬ورجال‭ ‬أمن‭ ‬بواسل،‭ ‬يشار‭ ‬إليهم‭ ‬البنان‭ ‬بالشجاعة‭ ‬والمروءة‭ ‬والنبل‭.‬