كورونا.. الإنجازات والتحديات وما بعدهما في عام (2)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬22‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وضعت‭ ‬الخطوات‭ ‬التنفيذية‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬شاملة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والحزم‭ ‬المالية‭ ‬والدعم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬استعرضنا‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬للتحليل‭ ‬السواتي‭ ‬SWOT‭ ‬لمؤشرات‭ ‬الأداء‭ ‬ومكامن‭ ‬القوة،‭ ‬وسنبين‭ ‬اليوم‭ ‬المربعات‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتبقية‭ ‬وهي‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬وظهور‭ ‬الفرص‭ ‬وبروز‭ ‬التحديات‭.‬

يلخص‭ ‬المربع‭ ‬الثاني،‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬بصعوبة‭ ‬اتباع‭ ‬إجراءات‭ ‬تغيير‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬المعتادة‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتضح‭ ‬انعكاساتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬كاستخدام‭ ‬الكمامات‭ ‬والتباعد‭ ‬الجسدي‭ ‬وعدم‭ ‬إقامة‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وإغلاق‭ ‬الأعمال‭ ‬والسفر‭ ‬والعمل‭ ‬والتعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وترتب‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوات،‭ ‬توفر‭ ‬فرص‭ ‬–‭ ‬وهو‭ ‬المربع‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬تحليلنا‭ ‬السواتي‭ - ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مطبقة‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬كاستخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬فنرى‭ ‬بيانات‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬ترصد‭ ‬حدوث‭ ‬تحول‭ ‬باستخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭ ‬والمعلوماتية،‭ ‬فقفز‭ ‬استهلاكها‭ ‬الإنترنتي‭ ‬باستخدام‭ ‬الخطوط‭ ‬الأرضية‭ ‬بنسبة‭ (‬68‭ %) ‬للمنازل‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمدارس‭ ‬وتزامن‭ ‬مع‭ ‬انفتاح‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬خدمات‭ ‬“الفايبر”،‭ ‬ليبلغ‭ ‬286‭ ‬بيتابايت‭ ‬بختام‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ (‬2020‭) ‬مقارنة‭ ‬بنفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ (‬2019‭)‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ميزات‭ ‬عودة‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة‭ ‬المنزلية‭ ‬والأسرية‭ ‬مع‭ ‬حملة‭ ‬“خلك‭ ‬في‭ ‬البيت”،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زيادة‭ ‬معدل‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الافتراضية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

أما‭ ‬المربع‭ ‬الرابع‭ ‬والأخير‭ ‬للتحليل‭ ‬السواتي‭ ‬فهو‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬المخالطة‭ ‬ما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الإصابات‭ - ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬عدد‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬الجرعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬التطعيم‭ ‬179550‭ ‬و182543‭ ‬في‭ ‬يومي‭ ‬5‭ ‬و6‭ ‬فبراير‭ (‬2021‭) ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬–‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬الجديدة‭ ‬702‭ ‬وهو‭ ‬الأعلى‭ ‬منذ‭ ‬أشهر‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬515‭ ‬حالة‭ ‬جديدة‭ ‬وقوبلت‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬للفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي،‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬7‭ ‬فبراير‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬فبراير‭ (‬2021‭) ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬“تطبيق‭ ‬سياسة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وتكون‭ ‬بنسبة‭ (‬70‭ %) ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الموظفين”،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬“إغلاق‭ ‬الصالات‭ ‬الرياضية‭ ‬الداخلية”‭ ‬وما‭ ‬شابهها‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬إقامتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬“التمارين‭ ‬الخارجية”‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬“يزيد‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬شخصا”‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬“منع‭ ‬إقامة‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬المناسبات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬الخاصة‭ ‬والأماكن‭ ‬الخاصة‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬شخصا”‭.‬