لبيك يا وطن... في ذكرى ميثاق العمل الوطني

| د.حورية الديري

يقترب‭ ‬تاريخ‭ ‬الذكرى‭ ‬العطرة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬فبراير،‭ ‬مترقبًا‭ ‬أبناءه‭ ‬الذين‭ ‬صنعوا‭ ‬بأيديهم‭ ‬أروع‭ ‬ملاحم‭ ‬التاريخ‭ ‬قوة‭ ‬وأصالة،‭ ‬كي‭ ‬يرفعوا‭ ‬شعار‭ ‬التجديد‭ ‬المستمر‭ ‬والعلو‭ ‬نحو‭ ‬القمة،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نُصغي‭ ‬ونُجيب‭ ‬“لبيك‭ ‬يا‭ ‬وطن”،‭ ‬نترقب‭ ‬ونقترب‭ ‬لنجدد‭ ‬العهد‭ ‬الرصين‭ ‬الذي‭ ‬سرنا‭ ‬بفضله‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬صنع‭ ‬رؤية‭ ‬حضارية‭ ‬بمفهوم‭ ‬ريادي‭ ‬أرساها‭ ‬طموح‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

فكما‭ ‬توافقنا‭ ‬وفرحنا،‭ ‬وجالت‭ ‬أصواتنا‭ ‬الأصداء‭ ‬لحنًا‭ ‬وشجونًا،‭ ‬فإننا‭ ‬اليوم‭ ‬نتباهى‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬ذلك،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الشامخة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبت‭ ‬رصانة‭ ‬فوق‭ ‬رصانتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬ذكرى‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الشعبي‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬نستحضر‭ ‬كبرى‭ ‬مآثر‭ ‬الفخر‭ ‬والعروبة‭ ‬التي‭ ‬شيدت‭ ‬نموذجًا‭ ‬عالميًا‭ ‬ثابتًا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطن‭ ‬ديمقراطي‭ ‬معاصر‭.‬

98.4‭ % ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬شواهد‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬حصاد‭ ‬الانتماء‭ ‬لنهج‭ ‬الشريعة‭ ‬والعروبة‭ ‬والقيم،‭ ‬لتأكيد‭ ‬علاقة‭ ‬المواطن‭ ‬بالوطن‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الدم‭ ‬بالشرايين،‭ ‬والروح‭ ‬بالقلب‭. ‬إن‭ ‬استحضار‭ ‬تلك‭ ‬القصص‭ ‬اليوم‭ ‬كالزاد‭ ‬لنا‭ ‬نورّثه‭ ‬للأجيال‭ ‬الناشئة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬المكتسبات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تنامت‭ ‬طوال‭ ‬العشرين‭ ‬عامًا‭ ‬لذكرى‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الشعبي‭ ‬الحافل‭ ‬والتي‭ ‬تكشف‭ ‬أحقية‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬رقي‭ ‬وازدهار‭ ‬ونهضة،‭ ‬وتعزز‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬يسجلها‭ ‬التاريخ‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬راسخة‭ ‬متجددة‭.‬

ولا‭ ‬ندعي‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب،‭ ‬فنحن‭ ‬المواطنون‭ ‬شواهد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لأننا‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأكبر‭ ‬لأضخم‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاحي‭ ‬معاصر‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التطوير‭ ‬والتجديد،‭ ‬ومن‭ ‬واجبنا‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬خطى‭ ‬الإصلاح‭ ‬لدفع‭ ‬مسيرة‭ ‬متنامية‭ ‬مستمرة،‭ ‬واكبت‭ ‬المستجدات‭ ‬الحضارية‭ ‬لتأمين‭ ‬الاستدامة‭ ‬والتنافسية‭ ‬العادلة‭ ‬بروح‭ ‬الريادة‭ ‬والابتكار،‭ ‬واليوم‭ ‬نرفع‭ ‬أقلامنا‭ ‬كي‭ ‬تسابق‭ ‬أنفاسنا‭ ‬مهنئين‭ ‬أنفسنا‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬ذلك‭ ‬طالما‭ ‬أننا‭ ‬نتنفس‭ ‬عشق‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭ ‬بالخير‭ ‬والحب،‭ ‬فلا‭ ‬يراهن‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمتلك‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬تنافسية‭ ‬عالية،‭ ‬لذلك‭ ‬جادت‭ ‬جميع‭ ‬المعطيات‭ ‬بفرص‭ ‬النماء‭ ‬بتحقيق‭ ‬منجزات‭ ‬عالمية‭ ‬طالت‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬تحتضنه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬استفاضت‭ ‬بمعايير‭ ‬الجودة‭ ‬والتميز‭ ‬والإبداع،‭ ‬وهكذا‭ ‬كلما‭ ‬تجددت‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬الخير‭ ‬نقول‭.. ‬“لبيك‭ ‬يا‭ ‬وطن”‭.‬