سوالف

أي دافع يجعلكم ترفضون نعمة الأمن والأمان

| أسامة الماجد

هناك‭ ‬قول‭ ‬مأثور‭ ‬وهو‭ ‬“إذا‭ ‬بقيت‭ ‬الأخطاء‭ ‬دون‭ ‬تصحيح‭ ‬تعاقبت‭ ‬في‭ ‬تسلسل‭ ‬حتمي‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه،‭ ‬والخطايا‭ ‬ينادي‭ ‬بعضها‭ ‬بعضا،‭ ‬وكلما‭ ‬تجمعت‭ ‬خلق‭ ‬تجمعها‭ ‬هذا‭ ‬ظروف‭ ‬نموها‭ ‬واستمرارها”‭.‬

نسوق‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬للمرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بعملين‭ ‬إرهابيين‭ ‬لاستهداف‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتم‭ ‬إحباطهما‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ورجالها‭ ‬البواسل،‭ ‬ألم‭ ‬تتعلموا‭ ‬من‭ ‬الدرس‭ ‬بعد‭ ‬وتعرفوا‭ ‬حقيقة‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬منكم‭ ‬مزرعة‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتخريب،‭ ‬ويقتادكم‭ ‬من‭ ‬رقابكم‭ ‬كالمواشي،‭ ‬تعرفون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي‭ ‬بلا‭ ‬طائل‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تنقذون‭ ‬أرواحكم‭ ‬“وتسترون”‭ ‬على‭ ‬أنفسكم‭ ‬وعلى‭ ‬أهاليكم،‭ ‬ألم‭ ‬تعودوا‭ ‬من‭ ‬غربتكم‭ ‬بعد‭ ‬ومصدر‭ ‬العار‭ ‬وتقطعوا‭ ‬أذرع‭ ‬الأخبطوط‭ ‬الشريرة‭ ‬التي‭ ‬تصطادكم‭ ‬كالجراد‭.‬

ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬لكم‭ ‬إيران‭ ‬وما‭ ‬نقطة‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬حياتكم‭ ‬وهل‭ ‬أعطتكم‭ ‬المجد‭ ‬والحب‭ ‬والسعادة‭ ‬لتقوموا‭ ‬بمثل‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتدمير‭ ‬أنفسكم‭ ‬وحياتكم،‭ ‬هل‭ ‬تعرفون‭ ‬كم‭ ‬شخصا‭ ‬ضاع‭ ‬تحت‭ ‬أيدي‭ ‬وأقدام‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وانتهى‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬وأصبح‭ ‬مثل‭ ‬المدن‭ ‬العائدة‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭. ‬أي‭ ‬دافع‭ ‬يجعلكم‭ ‬ترفضون‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والخير،‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬كشك‭ ‬خشبي‭ ‬منعزل‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬روائح‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬العفنة‭ ‬وصكوك‭ ‬الأوهام‭ ‬والكذب‭.‬

كم‭ ‬مرة‭ ‬مدت‭ ‬البحرين‭ ‬يدها‭ ‬إليكم‭ ‬ونصحتكم‭ ‬وأرادت‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬تخدمون‭ ‬مجتمعكم،‭ ‬وحاول‭ ‬الجميع‭ ‬غرس‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالوطن‭ ‬فيكم،‭ ‬وأنتم‭ ‬ترفضون‭ ‬النجاة‭ ‬وترمون‭ ‬أنفسكم‭ ‬إلى‭ ‬هوة‭ ‬الموت‭ ‬بكل‭ ‬غباء،‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬ترهقه‭ ‬جملة‭ ‬“الانتماء‭ ‬للوطن”‭ ‬غير‭ ‬الخسيس‭ ‬والخائن‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬التصدع‭ ‬الجسماني‭ ‬والنفسي‭ ‬والبدني‭.‬

لقد‭ ‬استطاع‭ ‬بلدنا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسكه‭ ‬وتوجيه‭ ‬ضربة‭ ‬قاسية‭ ‬لآلة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيرانية‭ ‬وكل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني‭ ‬هو‭ ‬مقاتل‭ ‬شجاع‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يحارب‭ ‬العدو‭ ‬ويهزمه،‭ ‬ويمقت‭ ‬عالمكم‭ ‬المليء‭ ‬بالسخف‭ ‬والقرف،‭ ‬ومصيركم‭ ‬كالعادة‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬والتمتع‭ ‬بحنان‭ ‬المحرضين‭ ‬الذين‭ ‬سلبوكم‭ ‬الشمس‭ ‬والقمر‭ ‬والإحساس‭ ‬بالزمن،‭ ‬فأمثالكم‭ ‬اعتادوا‭ ‬ظلمة‭ ‬السجون‭ ‬لأنكم‭ ‬باختصار‭ ‬“مب‭ ‬أوادم”‭.‬