يوم البيئة الوطني

| عبدعلي الغسرة

نظافة‭ ‬البيئة‭ - ‬وخلوها‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ - ‬تعني‭ ‬الحياة‭ ‬النظيفة‭ ‬للإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬تمده‭ ‬بأسباب‭ ‬الحياة‭ ‬لأطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة‭ ‬يعيشها‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وقد‭ ‬أولت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بالبيئة‭ ‬وأنشأت‭ ‬“المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة”‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وخصصت‭ ‬للبيئة‭ ‬يومًا‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬لتحقيق‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنمائية‭ ‬من‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة،‭ ‬وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬بيئة‭ ‬الأرض‭ ‬فنعني‭ ‬سلامة‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬والهواء‭ ‬والماء‭ ‬والغابات‭ ‬والنباتات‭ ‬والحيوانات‭ ‬وجميع‭ ‬الكائنات‭ ‬والأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية،‭ ‬فتغير‭ ‬المناخ‭ ‬وتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬وإزالة‭ ‬الغابات‭ ‬ودفن‭ ‬البحار‭ ‬وملوثات‭ ‬المصانع‭ ‬ودخان‭ ‬الناقلات‭ ‬وغيرها‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وكائناتها‭.‬

وبجانب‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬قاعدة‭ ‬تشريعية‭ ‬وسن‭ ‬أنظمة‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وسعي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬وجهوده‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬مكانا‭ ‬بيئيا‭ ‬آمنا،‭ ‬إضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬هناك‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬تجاه‭ ‬البيئة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬والبيئة،‭ ‬وهذا‭ ‬الواجب‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬مسؤولًا‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬بتنظيف‭ ‬التلوث‭ ‬الذي‭ ‬يُحيط‭ ‬بالأرض،‭ ‬وكما‭ ‬تقول‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬“كل‭ ‬ظواهر‭ ‬التلوث‭ ‬هذه‭ ‬تجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬ممرات‭ ‬خانقة‭ ‬ومستقبل‭ ‬غير‭ ‬مطمئن”‭.‬

ومن‭ ‬واجبات‭ ‬الفرد‭ ‬ــ‭ ‬الوعي‭ ‬البيئي‭ ‬والصحي،‭ ‬وللتوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬البيئة‭ ‬وآثارها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬سلامة‭ ‬البيئة،‭ ‬كأهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬المنزلية‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والعمل‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬مرافق‭ ‬الدولة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬واستخدامها‭ ‬كطاقة‭ ‬متجددة،‭ ‬والالتزام‭ ‬برمي‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬أماكنها‭ ‬المقررة‭ ‬بالحاويات‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬البلدية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬والمناطق،‭ ‬وبترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬السيارات‭ ‬والناقلات‭ ‬قبل‭ ‬سيرها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬منعًا‭ ‬لما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬غازات‭ ‬عوادمها،‭ ‬وبزراعة‭ ‬الأشجار‭ ‬والنباتات‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬وعدم‭ ‬استخدام‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬الترابط‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬والبيئة‭.‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والصحي‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬ألعدوي‭ ‬بين‭ ‬البشر‭. ‬إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬فالإنسان‭ ‬لا‭ ‬يعيش‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬انتقال‭ ‬العدوى،‭ ‬والخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الإنسان،‭ ‬فلنعمل‭ ‬معًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحيا‭ ‬الأرض‭ ‬بنظافتها‭ ‬وبنقاء‭ ‬هوائها‭ ‬وجمال‭ ‬طبيعتها‭ ‬وصحة‭ ‬إنسانها‭ ‬وكائناتها‭.‬