فجر جديد

رسوم بلا خدمة

| إبراهيم النهام

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تلتزم‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬آل‭ ‬إليها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحد‭ ‬الجديدة،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬والتي‭ ‬أضرت‭ - ‬وأي‭ ‬ضرر‭ - ‬بأصحاب‭ ‬الأملاك‭ ‬والعقارات‭ ‬والقاطنين،‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بتكرار‭ ‬ذات‭ ‬السيناريو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سند،‭ ‬حيث‭ ‬تلقيت‭ ‬أخيراً‭ ‬اتصالات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬أغلبهم‭ ‬متقاعدين‭ ‬ومن‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬عمر‭ ‬عبدالرحمن،‭ ‬يشكون‭ ‬غياب‭ ‬وجود‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬646‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬مجمع‭ ‬645‭ ‬وبنتائج‭ ‬كارثية‭ ‬عليهم،‭ ‬يعيشونها‭ ‬يوميا‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التزام‭ ‬الوزارة‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية‭ ‬بتزويد‭ ‬المجمعين‭ ‬المذكورين‭ ‬بصهاريج‭ ‬للشفط‭ ‬وفق‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬معين،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عرجت‭ ‬أخيراً‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬البدائية،‭ ‬بذريعة‭ ‬عدم‭ ‬تجديد‭ ‬العقد‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬المختصة،‭ ‬حيث‭ ‬وضعت‭ ‬الناس‭ ‬أمام‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬مسببة‭ ‬بذلك‭ ‬تنامي‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬المجاري‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬وانبعاث‭ ‬الروائح‭ ‬الكريهة‭ ‬بشكل‭ ‬كثيف‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تواصل‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬مع‭ ‬المختصين‭ ‬بالوزارة،‭ ‬ورفع‭ ‬رسالة‭ ‬عاجلة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬محصلة‭ ‬النتائج‭ ‬هي‭ (‬صفر‭) ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬يدفعون‭ ‬رسوماً‭ ‬مقابل‭ ‬خدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬لكنهم‭ ‬يحرمون‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬وتأخر‭ ‬مدها،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬العمراني‭ ‬والسكني‭ ‬الكبير‭ ‬بتلك‭ ‬المناطق،‭ ‬فأين‭ ‬هو‭ ‬التخطيط‭ ‬والرصد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا؟

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬إلى‭ ‬إشكالية‭ ‬تنامي‭ ‬فوضى‭ ‬تجمعات‭ ‬المياه‭ ‬الآسنة‭ ‬“مياه‭ ‬المجاري”‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬وخصوصا‭ ‬الحديثة‭ ‬لذات‭ ‬الأسباب،‭ ‬وخطورة‭ ‬ضررها‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬المقيمين،‭ ‬واعتبارها‭ ‬أحد‭ ‬المسببات‭ ‬الخطيرة‭ ‬لتلويث‭ ‬البيئة،‭ ‬وخلق‭ ‬سلالات‭ ‬من‭ ‬الحشرات‭ ‬الغريبة‭ ‬والمخيفة‭ ‬والضارة‭.‬