إعادة هيكلة القطاعات

| عبدعلي الغسرة

بعد‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020م‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬اجتماعه‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2021م‭ ‬قرارًا‭ ‬بإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬فماذا‭ ‬تعني‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الوزارة؟‭ ‬وإلى‭ ‬ماذا‭ ‬تهدف؟‭ ‬تعني‭ ‬إعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬“إجراء‭ ‬تغيير‭ ‬نوعي‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وترتيب‭ ‬دوائرها‭ ‬بدمج‭ ‬بعضها‭ ‬وإلغاء‭ ‬بعضها”‭ ‬بما‭ ‬يُعزز‭ ‬فاعلية‭ ‬وكفاءة‭ ‬إداراتها‭ ‬وأداء‭ ‬موظفيها،‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬خلل‭ ‬بنوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة،‭ ‬ولا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬منتسبيها‭ ‬ومكتسبات‭ ‬وظائفهم،‭ ‬ومن‭ ‬المفيد‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬الحكومي‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬وطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلا‭ ‬لضمان‭ ‬رفع‭ ‬كفاءته‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجيته‭. ‬ولمواكبة‭ ‬المتغيرات‭ ‬ومجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬جاءت‭ ‬الهيكلة‭ ‬لتكون‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراتها‭ ‬ومتابعة‭ ‬عملها‭ ‬وسريعة‭ ‬في‭ ‬إنجازها،‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إلغاء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬رقمية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬تحولت‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬تقليدية‭ ‬إلى‭ ‬إلكترونية،‭ ‬فأصبحت‭ ‬طلبات‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬والتعليم‭ ‬والتطبيب‭ ‬تقدم‭ ‬إلكترونيًا‭ ‬ــ‭ ‬عن‭ ‬بُعـد‭ ‬ــ‭ ‬ومثلها‭ ‬الاجتماعات‭ ‬واللقاءات‭ ‬الثقافية‭. ‬وجاءت‭ ‬إعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬بأداء‭ ‬فاعل‭ ‬لأعمال‭ ‬الوزارات‭ ‬سرعةً‭ ‬ودقة‭ ‬وبجودة‭ ‬إنتاجية‭ ‬بدون‭ ‬أية‭ ‬عوائق،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تشييد‭ ‬البنية‭ ‬الرقمية‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وتتطلب‭ ‬الهيكلة‭ ‬ضخ‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬بدماء‭ ‬جديدة‭ ‬لزيادة‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والتوازن‭ ‬الإنتاجي‭ ‬لصالح‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬ومخرجاته،‭ ‬وقيام‭ ‬كل‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬هيئة‭ ‬بتقديم‭ ‬تقارير‭ ‬لتقييم‭ ‬تنفيذها‭ ‬خطتها‭ ‬وبرامجها‭.‬

وتتجه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬القطاعات‭ ‬لتتوافق‭ ‬مع‭ ‬المتغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬وتحسين‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬العاملين‭ ‬وحُسن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمالية‭ ‬وتجويد‭ ‬المنتج‭ ‬الحكومي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الاستدامة‭.‬