صدق أو لا تصدق

| زهير توفيقي

تلقيت‭ ‬كغيري‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خبرا‭ ‬عن‭ ‬بيع‭ ‬تذاكر‭ ‬حفل‭ ‬الفنان‭ ‬رابح‭ ‬صقر‭ ‬بمبالغ‭ ‬أشبه‭ ‬بالخيال‭! ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أصدق‭ ‬الخبر‭ ‬بسبب‭ ‬المبالغة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬لذا‭ ‬حرصت‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬المقال‭ ‬على‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬المعلومة‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الرسمية‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬المصداقية‭ ‬والإنصاف،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬الأخبار‭ ‬تصلنا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬مفبركة‭ ‬وغير‭ ‬دقيقة‭ ‬وتترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المغالطات‭.‬

وبعد‭ ‬البحث‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬تبين‭ ‬بحسب‭ ‬موقع‭ ‬“أويسس‭ ‬الرياض‭ ‬للترفيه”‭ ‬–‭ ‬حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬هيئة‭ ‬الترفيه‭ ‬السعودية‭ ‬وتحتوي‭ ‬بداخلها‭ ‬أشهر‭ ‬المطاعم‭ ‬والكافيهات،‭ ‬كما‭ ‬تضم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الغنائية‭ ‬والألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬والترفيهية،‭ ‬وجلسات‭ ‬ثقافية‭ ‬وموسيقية‭ ‬وعروضا‭ ‬استعراضية،‭ ‬فحفل‭ ‬الفنان‭ ‬رابح‭ ‬صقر‭ ‬إحدى‭ ‬فعاليات‭ ‬أويسس‭ ‬الرياض‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الأول‭ ‬حضوريا‭ ‬منذ‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬سيلزم‭ ‬الحضور‭ ‬باتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتداء‭ ‬الكمامة‭ ‬وقياس‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭.‬

وعودة‭ ‬إلى‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭ ‬التي‭ ‬تضمنت‭ 21 ‬فئة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ 1100 ‬دينار‭ ‬للطاولة‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬قيمة‭ ‬لتبلغ‭ ‬5700‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭! ‬وهنا‭ ‬مربط‭ ‬الفرس،‭ ‬والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬التذاكر‭ ‬نفدت‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬طرحها،‭ ‬فإنني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬بل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬جداً‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬احترامي‭ ‬وتقديري‭ ‬للفنان‭ ‬رابح،‭ ‬اللهم‭ ‬لا‭ ‬اعتراض‭ ‬ولا‭ ‬حسد،‭ ‬وكان‭ ‬لتناقل‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أكبر‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬الإعراب‭ ‬عن‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬متباينة‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬السعودي‭ ‬والخليجي‭.‬

شخصياً‭ ‬أعتبر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬مصدر‭ ‬تحفظ‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭! ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬البعض‭ ‬إنها‭ ‬حرية‭ ‬شخصية‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬دفع‭ ‬سعر‭ ‬التذكرة‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬الحفل،‭ ‬نعم‭ ‬أتفق‭ ‬معه‭ ‬ولكن‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬ويبقى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬في‭ ‬حياتنا. ‬

بالطبع‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬التنظيمية‭ ‬واللوجستية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬نفاد‭ ‬التذاكر‭ ‬ستبقى‭ ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬كبيرة‭.‬