تعاونوا ولا تتهاونوا

| عبدعلي الغسرة

كان‭ ‬الجميع‭ ‬يأمل‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬2021م‭ ‬انحسار‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وعودة‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك،‭ ‬ونحن‭ ‬بالشهر‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬2021م‭ ‬مازالت‭ ‬الجائحة‭ ‬الكورونية‭ ‬تطارد‭ ‬البشر‭ ‬وتوجعهم‭ ‬وتصرع‭ ‬الكثير‭ ‬منهم،‭ ‬وأشارت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لتسجيل‭ ‬655‭ ‬إصابة‭ ‬بكورونا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬ــ‭ ‬أي‭ ‬السبت‭ ‬30‭ ‬يناير‭ ‬2021م،‭ ‬وهي‭ ‬حالات‭ ‬لمواطنين‭ ‬ووافدين‭ ‬وقادمين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬سببه‭ ‬“التهاون‭ ‬والاستهتار‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي”،‭ ‬حيث‭ ‬عادت‭ ‬مظاهر‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬والتجمعات‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬كما‭ ‬تشهد‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬ازدحامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات،‭ ‬ومازالت‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬تحث‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬وتدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬إزاء‭ ‬ممارسات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬البعض‭ ‬بعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ينذر‭ ‬بموجة‭ ‬وباء‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬كورونا‭ ‬تكون‭ ‬أشرس‭ ‬وأخطر‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬خفف‭ ‬من‭ ‬إصابات‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬2020م‭ ‬اليقظة‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والتزامهم‭ ‬بالتدابير‭ ‬الوقائية،‭ ‬وعاشت‭ ‬البحرين‭ ‬أيامًا‭ ‬كانت‭ ‬الحالة‭ ‬فيها‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطقها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اليقظة‭ ‬تراجعت‭ ‬فازدادت‭ ‬الإصابات،‭ ‬وهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬والتقيد‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬لمواجهة‭ ‬كورونا،‭ ‬وتؤكد‭ ‬الدراسات‭ ‬الصحية‭ ‬“أن‭ ‬إصابة‭ ‬واحدة‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬عدوى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشخاص”،‭ ‬لذا‭ ‬فالتهاون‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬يعني‭ ‬ارتفاع‭ ‬أرقام‭ ‬الإصابات‭.‬

إن‭ ‬اللقاح‭ ‬الذي‭ ‬تطعم‭ ‬به‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬والمقيمون‭ ‬كان‭ ‬علاجًا‭ ‬وقائيًا،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬والتقيد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬والأماكن‭ ‬العامة‭ ‬وفي‭ ‬البيت،‭ ‬فعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬يعني‭ ‬كسر‭ ‬وطمس‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬وكل‭ ‬المتطوعين‭ ‬وهدر‭ ‬ما‭ ‬التزم‭ ‬به‭ ‬الجميع‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭.‬

‭ ‬اليوم‭ ‬الجميع‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الصحية‭ ‬كفريق‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬كورونا،‭ ‬ويجب‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مناعة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬ليس‭ ‬أمرًا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬وديني‭ ‬ومسؤولية‭ ‬أخلاقية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬وصحة‭ ‬المجتمع‭.‬