نهر عطاء خليفة بن سلمان العذب في الأعمال الخيرية

| عادل عيسى المرزوق

أشاع‭ ‬صدور‭ ‬أمر‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بإنشاء‭ ‬وقف‭ ‬خيري‭ ‬باسم‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه؛‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أوجه‭ ‬الخير،‭ ‬شعورًا‭ ‬غامرًا‭ ‬بالوفاء‭ ‬والإجلال‭ ‬والعرفان‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬ولا‭ ‬ريب،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬يتلاقى‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬جلالته‭ ‬المشهودة‭ ‬لكل‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬جلالته‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬سواءً‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أم‭ ‬خارجها‭.‬

وفي‭ ‬الكفة‭ ‬المقابلة،‭ ‬فيه‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬نهر‭ ‬العطاء‭ ‬العذب‭ ‬لفقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬“أبا‭ ‬علي”‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وجعل‭ ‬الجنة‭ ‬مثواه،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬زرع‭ ‬أطيب‭ ‬نبت‭ ‬للخير‭ ‬والتكافل‭ ‬والتعاضد‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع،‭ ‬ليواصل‭ ‬الأنجال‭ ‬الكرام‭ ‬الدرب،‭ ‬فمجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الوقف‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وأربعة‭ ‬أعضاء‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬ذرية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬فنعم‭ ‬الأنجال‭ ‬والأحفاد‭ ‬والذرية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬بمداد‭ ‬حبها‭ ‬لأهل‭ ‬البلد‭ ‬وللخير‭ ‬ولكل‭ ‬وجه‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الثواب‭ ‬الكريم‭ ‬والعمل‭ ‬الخالص‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬من‭ ‬كفوفكم‭ ‬الطيبة‭ ‬الكريمة‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬شمائل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وليبقى‭ ‬هذا‭ ‬النهر‭ ‬يروي‭ ‬بساتين‭ ‬الخير،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬بساتين‭ ‬ونخيل‭ ‬وشواطئ‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالكرم‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬شمائل‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬وذاتها‭ ‬شمائل‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬تميزوا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬بالكرم‭ ‬الأصيل‭ ‬المتجذر‭ ‬في‭ ‬الروح‭ ‬البحرينية‭.‬

على‭ ‬حياته‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬كان‭ ‬يغدق‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬ومجالسه‭ ‬وزياراته‭ ‬بالكريم‭ ‬من‭ ‬التوجيهات‭ ‬حين‭ ‬يرتبط‭ ‬الأمر‭ ‬بالتكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وكان‭ ‬يؤكد‭ ‬ويوصي‭ ‬الجميع‭ ‬بترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬التعاضد‭ ‬ونشر‭ ‬قيم‭ ‬التكافل‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع؛‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ترسيخًا‭ ‬للقيم‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬واستمرارًا‭ ‬لغرس‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬طيبة‭ ‬نقية‭ ‬تناقلها‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء،‭ ‬لتصبح‭ ‬ركنًا‭ ‬ثابتًا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ولا‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حرصه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬وتلبية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭ ‬لرعاية‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬التكافلية،‭ ‬فكان‭ ‬مؤمنًا‭ ‬بأن‭ ‬أرقى‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتقدمة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ينبع‭ ‬فيها‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والتكافلي‭ ‬من‭ ‬جوهر‭ ‬عاداتها‭ ‬وتقاليدها‭.‬

نرفع‭ ‬بدورنا‭ ‬وبكل‭ ‬شرف‭ ‬واعتزاز،‭ ‬الشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬والامتنان‭ ‬إلى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ونتمنى‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬“وقف‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”،‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬وهم‭ ‬أهل‭ ‬لذلك،‭ ‬ولهم‭ ‬من‭ ‬السيرة‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬الإسهام‭ ‬والمبادرة‭ ‬والدعم‭ ‬لأعمال‭ ‬الخير‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬ومساندة‭ ‬مشروعات‭ ‬وبرامج‭ ‬التنمية‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬القلوب‭ ‬بالانشراح‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الإنسانية‭ ‬والثقافة‭ ‬والخير‭ ‬والنهضة،‭ ‬تاريخًا‭ ‬وحاضرًا‭.‬