الثقافة سلاح لمواجهة الغلو والعنف والتطرف

| عبدالنبي الشعلة

أتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬إدارة‭ ‬منتدى‭ ‬حواري،‭ ‬عقد‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬نظمته‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”،‭ ‬ونَشرت‭ ‬تفاصيله‭ ‬على‭ ‬منصاتها‭ ‬الرقمية‭ ‬وصفحاتها‭ ‬الورقية‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬استضافت‭ ‬فيه‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬استعراض‭ ‬خطة‭ ‬الهيئة‭ ‬للعام‭ ‬الجديد‭ ‬ومناقشة‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬البحريني‭. ‬وقد‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬والمهتمين‭ ‬والمعنيين‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي،‭ ‬وكوكبة‭ ‬من‭ ‬قامات‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬بمختلف‭ ‬تفرعاتها‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬مشاركا‭.‬

واستعرضت‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬أهم‭ ‬مشاريع‭ ‬الهيئة‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬والتي‭ ‬يأتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬مشروع‭ ‬“مسار‭ ‬اللؤلؤ”‭ ‬و”أسطول‭ ‬السفن‭ ‬التقليدية”‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬صيانة‭ ‬وترميم‭ ‬المواقع‭ ‬التراثية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات،‭ ‬وقد‭ ‬أشاد‭ ‬المشاركون‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬لافتة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمكانة‭ ‬البحرين‭ ‬التراثية‭ ‬والحضارية‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الخلاصات‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬نقاشات‭ ‬المنتدى‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬هي‭ ‬الأداة‭ ‬التي‭ ‬تمد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تشيع‭ ‬روح‭ ‬التسامح‭ ‬وقيم‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬أطيافه،‭ ‬وهي‭ ‬الحصن‭ ‬والدرع‭ ‬الواقي‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬الغلو‭ ‬والتطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬القلم‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬المدفع،‭ ‬والريشة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬تأثيرًا‭ ‬عن‭ ‬البندقية،‭ ‬والمسارح‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬فاعلية‭ ‬عن‭ ‬أبراج‭ ‬وأسوار‭ ‬الدفاع،‭ ‬إن‭ ‬مكونات‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬أصبحت‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬تشكل‭ ‬أمضى‭ ‬الأسلحة‭ ‬وأكثرها‭ ‬فاعلية‭ ‬ضمن‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تيارات‭ ‬الغلو‭ ‬والتعصب؛‭ ‬ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬انبثق‭ ‬إحساس‭ ‬المشاركين‭ ‬بالمنتدى‭ ‬بالتقدير‭ ‬والثناء‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬وأهمية‭ ‬دورها‭ ‬ورسالتها‭ ‬وضرورة‭ ‬دعمها،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬ومضاعفة‭ ‬الاستثمار‭ ‬والمخصصات‭ ‬المالية‭ ‬المرصودة‭ ‬لبرامجها‭ ‬ومشاريعها‭.‬

لقد‭ ‬رأى‭ ‬المنتدون‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬الثقافة‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭ ‬من‭ ‬العناية‭ ‬والرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ولا‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬أولوياتهما،‭ ‬والأمَرُّ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يكترثون‭ ‬أو‭ ‬يلتفتون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ترد‭ ‬ضمن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تصدوا‭ ‬إليها‭ ‬أو‭ ‬ناقشوها‭.‬

والثقافة‭ ‬مفهوم‭ ‬واسع‭ ‬يشمل‭ ‬الفكر‭ ‬والفن‭ ‬والأدب‭ ‬والتراث‭ ‬والقانون‭ ‬وغيرها،‭ ‬ويعكس‭ ‬سلوك‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬الضبط‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والثقافة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬رفاهية‭ ‬تختص‭ ‬وتضطلع‭ ‬بها‭ ‬النخبة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ضرورة‭ ‬حضارية‭ ‬لإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬وتطوير‭ ‬المجتمعات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بأدائها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬هي‭ ‬الرافعة‭ ‬الأساسية‭ ‬لرقي‭ ‬المجتمعات‭ ‬ورفعتها،‭ ‬وهي‭ ‬حراك‭ ‬دائم‭ ‬النبض،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬السكون‭ ‬والجمود،‭ ‬“فمن‭ ‬خلال‭ ‬الحركة‭ ‬والاحتكاك‭ ‬تتولد‭ ‬المعارف”،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬أرسطو‭.‬

إن‭ ‬المتطرفين‭ ‬والإرهابيين‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬عداوة‭ ‬شديدة‭ ‬مع‭ ‬الثقافة،‭ ‬ولأسباب‭ ‬ومبررات‭ ‬معروفة،‭ ‬أهمها‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬نور‭ ‬وضياء،‭ ‬والتطرف‭ ‬والتخلف‭ ‬والإرهاب‭ ‬آفات‭ ‬تمقت‭ ‬النور،‭ ‬وتتمدد‭ ‬وتترعرع‭ ‬في‭ ‬العتمة‭ ‬والجهل‭ ‬والظلام‭. ‬والمؤسسة‭ ‬الدينية،‭ ‬وليس‭ ‬الدين،‭ ‬اصطنعت‭ ‬الجفاء‭ ‬والعداوة‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬تجلياتها،‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬عندما‭ ‬تصدت‭ ‬الكنيسة‭ ‬للإبداع‭ ‬الثقافي‭ ‬والعلمي،‭ ‬ولم‭ ‬تتخلف‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وليس‭ ‬الإسلام،‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬زادت‭ ‬عليه‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬“كل‭ ‬بدعة‭ ‬ضلالة‭ ‬وكل‭ ‬ضلالة‭ ‬في‭ ‬النار”،‭ ‬فسعت‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬التفكير‭ ‬النمطي،‭ ‬وحجب‭ ‬الثقافة‭ ‬عن‭ ‬المجتمع،‭ ‬وعزل‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬مسارات‭ ‬الفكر‭ ‬العالمي‭ ‬المستنير،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مناهل‭ ‬الثقافة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشكل‭ ‬عام؛‭ ‬ففي‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬المواعظ‭ ‬والقصص‭ (‬نَحْنُ‭ ‬نَقُصُّ‭ ‬عَلَيْكَ‭ ‬أَحْسَنَ‭ ‬الْقَصَصِ‭ ‬بِما‭ ‬أَوْحَيْنا‭ ‬إِلَيْكَ‭ ‬هذَا‭ ‬الْقُرْآنَ‭ ‬وَإِنْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬مِنْ‭ ‬قَبْلِهِ‭ ‬لَمِنَ‭ ‬الْغافِلِينَ‭)‬،‭ ‬والقرآن‭ ‬زاخر‭ ‬بالعروض‭ ‬الروائية‭ ‬والمشاهد‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تروي‭ ‬الأحداث‭ ‬والمواقف‭ ‬التاريخية‭ ‬للأفراد‭ ‬والجماعات،‭ ‬وفيه‭ ‬نجد‭ ‬الحث‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أسرار‭ ‬الكون‭ ‬والحياة‭ ‬والموت،‭ ‬ونجد‭ ‬فيه‭ ‬تسجيل‭ ‬ورصد‭ ‬لسعي‭ ‬البشرية،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة،‭ ‬لفهم‭ ‬الذات‭ ‬الإلهية،‭ ‬ذلك‭ ‬الفهم‭ ‬الذي‭ ‬اكتمل‭ ‬بنزوله؛‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬قول‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬“اليوم‭ ‬أكملت‭ ‬لكم‭ ‬دينكم”‭.‬

وواضح‭ ‬أن‭ ‬الأسس‭ ‬الدينية‭ ‬والإيمانية‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬تنافر‭ ‬أو‭ ‬تصادم‭ ‬أو‭ ‬تناقض‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬صورها‭ ‬أو‭ ‬تجلياتها،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬النزعات‭ ‬الدينية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إعلاء‭ ‬القيم‭ ‬الثقافية،‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬أوقعَنا‭ ‬مفسرو‭ ‬التراث‭ ‬في‭ ‬حصار‭ ‬اختياري،‭ ‬وفي‭ ‬صراع‭ ‬مفتعل‭ ‬مع‭ ‬الحداثة‭ ‬والتطور،‭ ‬وفي‭ ‬مأزق‭ ‬ثقافي‭ ‬وحضاري‭ ‬كبل‭ ‬وشل‭ ‬عقول‭ ‬مفكرينا‭ ‬ومثقفينا‭ ‬العرب‭ ‬ودجن‭ ‬أفكارهم‭ ‬وأقلامهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭ ‬ومرارته،‭ ‬لا‭ ‬يُخلي‭ ‬طرفهم،‭ ‬ولا‭ ‬يبرر‭ ‬استسلامهم،‭ ‬ولا‭ ‬يعفيهم‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الدعوة‭ ‬باتت‭ ‬ملحة‭ ‬لاستصراخهم‭ ‬ولاستنهاضهم‭ ‬ولدعوتهم‭ ‬لكسر‭ ‬قيود‭ ‬وحواجز‭ ‬الخوف‭ ‬والتردد‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬زنازين‭ ‬الركود‭ ‬والجمود‭.‬

إن‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬العرب‭ ‬أصبحوا‭ ‬يسيسون‭ ‬قضية‭ ‬الثقافة‭ ‬ويضعون‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬حكوماتهم‭ ‬لتبرير‭ ‬تقاعسهم،‭ ‬ويتذرعون‭ ‬بضيق‭ ‬مساحة‭ ‬الحريات‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬حكوماتهم،‭ ‬وكأن‭ ‬الإبداع‭ ‬الفكري‭ ‬والفني‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رخص‭ ‬تصدرها‭ ‬الحكومات،‭ ‬أو‭ ‬ومساحات‭ ‬توفرها،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يتحقق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قرارات‭ ‬حكومية‭.‬

إن‭ ‬تخلي‭ ‬المثقف‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬يعتبر‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬مجتمعه،‭ ‬لقد‭ ‬أمر‭ ‬الزعيم‭ ‬الفاشستي‭ ‬موسوليني‭ ‬باعتقال‭ ‬الفيلسوف‭ ‬والمفكر‭ ‬الماركسي‭ ‬الإيطالي‭ ‬أنطونيو‭ ‬غرامشي‭ ‬وأصدر‭ ‬حكمًا‭ ‬بسجنه‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مات‭ ‬في‭ ‬سجنه،‭ ‬لأنه‭ ‬دعا‭ ‬المثقفين‭ ‬الإيطاليين‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬ومسؤولياتهم‭ ‬لأنهم‭ ‬“يشكلون‭ ‬الأسمنت‭ ‬العضوي‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬البنية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالبنية‭ ‬الفوقية”‭. ‬وغرامشي‭ ‬هو‭ ‬مؤسس‭ ‬مفهوم‭ ‬“الهيمنة‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬كوسيلة‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬رأسمالي”‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬خاطئ‭ ‬من‭ ‬أساسه،‭ ‬فأنظمة‭ ‬الحكم‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬فشلت‭ ‬فشلًا‭ ‬ذريعًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬وكانت‭ ‬لمحاولاتها‭ ‬نتائج‭ ‬عكسية،‭ ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬البقاء،‭ ‬فكان‭ ‬سقوطها‭ ‬مدويًا،‭ ‬والحقيقة‭ ‬إن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الثقافة،‭ ‬وهي‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬وليس‭ ‬بوسعها‭ ‬أو‭ ‬مقدورها‭ ‬صناعة‭ ‬المثقفين،‭ ‬فهذه‭ ‬مسؤولية‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالمثقف‭ ‬صاحب‭ ‬مشروع،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬إنسان‭ ‬مطلع‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬صنوف‭ ‬وفروع‭ ‬المعرفة،‭ ‬وهو‭ ‬ذخيرة‭ ‬الأمة‭ ‬ورصيدها‭ ‬وسندها‭ ‬عند‭ ‬النكبات‭ ‬والأزمات‭.‬