ما وراء الحقيقة

ما قبل النووي الإيراني

| د. طارق آل شيخان الشمري

شغلت‭ ‬قضية‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭ ‬وربما‭ ‬قبلهما،‭ ‬وحصلت‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مبادرات‭ ‬وتفاوضات‭ ‬واتفاقات‭ ‬ثنائية‭ ‬وجماعية،‭ ‬ودارت‭ ‬عقوبات‭ ‬وتهديدات‭ ‬وإغراءات،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬اجتمعت‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬لتوقع‭ ‬اتفاقا‭ ‬تاريخيا‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وإيران‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬يبتسم‭ ‬ويضحك‭ ‬وهو‭ ‬بقمة‭ ‬الانتصار،‭ ‬كما‭ ‬شاهدنا‭ ‬خلال‭ ‬اللقطات‭ ‬التي‭ ‬جمعته‭ ‬مع‭ ‬نظرائه‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬الاتفاق،‭ ‬أو‭ ‬لنكن‭ ‬صريحين‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬لاحقا‭ ‬حينما‭ ‬انسحب‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي؟

باختصار‭ ‬شديد،‭ ‬الغرب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الخميني‭ ‬ونصبه‭ ‬حاكما‭ ‬على‭ ‬إيران،‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬لا‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ولا‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬قرارات‭ ‬تقف‭ ‬ضد‭ ‬تسلمه‭ ‬السلطة‭ ‬بعد‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬الشاه،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬تدمير‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتقسيمها،‭ ‬ومنع‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للوحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬والتفاهم‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬دولتين،‭ ‬وبدأت‭ ‬أولى‭ ‬السيناريوهات‭ ‬بالحرب‭ ‬الإيرانية‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬أنهكت‭ ‬العراق‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭ ‬وصولا‭ ‬للقضاء‭ ‬عليه،‭ ‬وجاءت‭ ‬مجاميع‭ ‬القاعدة‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬إيران‭ ‬لتوجيه‭ ‬ضرباتها‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬داعش‭ ‬لتدعمها‭ ‬إيران‭ ‬والعثمانيون،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تستهدف‭ ‬لا‭ ‬إيران‭ ‬ولا‭ ‬تركيا،‭ ‬بل‭ ‬استهدفت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬سنيا‭ ‬أو‭ ‬شيعيا‭ ‬أو‭ ‬مسيحيا،‭ ‬بعدها‭ ‬سمح‭ ‬الغرب‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالتغلغل‭ ‬الإيراني‭ ‬بالعراق‭ ‬واليمن‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭.‬

ثم‭ ‬جاءت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تفاخرت‭ ‬إدارة‭ ‬أوباما‭ ‬وإيران‭ ‬وتركيا‭ ‬وقطر‭ ‬والإخوان‭ ‬بدعمها،‭ ‬لتعزز‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬احتلالها،‭ ‬ولينضم‭ ‬العثمانيون‭ ‬ليأكلوا‭ ‬من‭ ‬كعكة‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬تمت‭ ‬بدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬وسكوت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬إيران‭ ‬مبتغاها‭ ‬بتقسيم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬واحتلالها،‭ ‬وللقصة‭ ‬بقية‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭.‬