سوالف

معركتنا مع الجائحة ليست معركة فئة معينة دون أخرى

| أسامة الماجد

هل‭ ‬يحتاج‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬رصينة‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬لاتباع‭ ‬القوانين‭ ‬والعمل‭ ‬بها‭ ‬ومواصلة‭ ‬مضاعفة‭ ‬الجهود‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا؟‭ ‬هل‭ ‬القانون‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬أم‭ ‬اختيار‭ ‬آني‭ ‬أو‭ ‬ثانوي؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملتزما‭ ‬بالقوانين‭ ‬والتعليمات‭ ‬ولا‭ ‬يتقبل‭ ‬الوقائع‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬رئيسيا‭ ‬من‭ ‬المشكلة؟

ثقافة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬والتعليمات‭ ‬الحكومية‭ ‬انعكاس‭ ‬لطبيعة‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويعرف‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬أخلاقياته‭ ‬العالية‭ ‬وسلوكه‭ ‬الحضاري‭ ‬والوعي‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬واحترام‭ ‬النظام،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬طبيعة‭ ‬الاستهتار‭ ‬الذي‭ ‬يلازم‭ ‬البعض‭ ‬دون‭ ‬انقطاع‭ ‬والغوص‭ ‬في‭ ‬الجهل‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬المربع‭ ‬الأول،‭ ‬فكلما‭ ‬تنفتح‭ ‬الحياة‭ ‬تدريجيا‭ ‬بكل‭ ‬المفاهيم‭ ‬الواضحة،‭ ‬يعود‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لإجراءات‭ ‬الغلق‭ ‬والإيقاف،‭ ‬حيث‭ ‬“تقرر‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الأحد‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬ولمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬تعليق‭ ‬الحضور‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بالتعلُم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والمراكز‭ ‬والدور‭ ‬التأهيلية‭ ‬الحكومية‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودور‭ ‬الحضانات‭ ‬ومراكز‭ ‬ومعاهد‭ ‬التدريب‭ ‬الخاصة‭ ‬المرخصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكذلك‭ ‬إيقاف‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي،‭ ‬وذلك‭ ‬نظرًا‭ ‬للمستجدات‭ ‬والمعطيات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬دراستها”‭.‬

هناك‭ ‬مقولة‭ ‬للفيلسوف‭ ‬الهندي‭ ‬كرشنامورتي‭ ‬تعكس‭ ‬واقع‭ ‬المستهترين‭ ‬والمتراخين‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬وهي‭ ‬“إن‭ ‬لم‭ ‬تصمموا‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬للحزن،‭ ‬استعدوا‭ ‬إذا‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬مستمرة”،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬خارج‭ ‬معركتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬ضد‭ ‬كورونا‭ ‬ولا‭ ‬يريدون‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والصبر‭ ‬لتخطي‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد،‭ ‬ويفتقدون‭ ‬العزم‭ ‬والقوة‭ ‬ومواقعهم‭ ‬مواقع‭ ‬تهديد‭ ‬للمجتمع‭ ‬ومصالح‭ ‬الناس،‭ ‬وشعارهم‭ ‬الثابت‭ ‬“الاستهتار‭ ‬وانعدام‭ ‬المسؤولية”،‭ ‬وبالخبرة‭ ‬والتجربة‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬سوى‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بحزم‭ ‬وصرامة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬مخالفٍ‭ ‬للإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬أو‭ ‬التجارية،‭ ‬وهذا‭ ‬مطلب‭ ‬شعبي‭ ‬يحظى‭ ‬بتأييد‭ ‬مطلق‭ ‬وحاسم،‭ ‬فمعركتنا‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬ليست‭ ‬معركة‭ ‬فئة‭ ‬معينة‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬إنها‭ ‬معركة‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬