وقف خليفة

| د. عبدالله الحواج

للوفاء‭ ‬رجال،‭ ‬وللقادة‭ ‬والحكماء‭ ‬شيم‭ ‬وخصال،‭ ‬ولعل‭ ‬في‭ ‬المكرمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬والجليلة‭ ‬بإنشاء‭ ‬وقف‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬ما‭ ‬يوكد‭ ‬المعدن‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬يتحلي‭ ‬به‭ ‬قادتنا‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورنا،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتراف‭ ‬الراقي‭ ‬بالجميل‭ ‬بما‭ ‬أنجزه‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬خيرية‭ ‬وإنسانية‭ ‬تجاوزت‭ ‬الحدود‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭. ‬

لقد‭ ‬جاشت‭ ‬في‭ ‬صدورنا‭ ‬المعاني‭ ‬الخالدات،‭ ‬والمآثر‭ ‬والفضائل‭ ‬والعظات‭ ‬ونحن‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬الوفي‭ ‬الأكبر‭ ‬والرائد‭ ‬الأعلى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وجلالته‭ ‬يؤكد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬الآخر‭ ‬لشعبه‭ ‬وأمته‭ ‬الرشيدة‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬أجر‭ ‬من‭ ‬أحسن‭ ‬عملا،‭ ‬وأن‭ ‬جلالته‭ ‬بتأسيس‭ ‬ذلك‭ ‬الوقف‭ ‬الخيري‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬الأب‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬إنما‭ ‬يعطي‭ ‬لأمته‭ ‬درسا‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء؛‭ ‬ليعلم‭ ‬جيل‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬رجالها،‭ ‬وأن‭ ‬قادتنا‭ ‬الأحلام‭ ‬لا‭ ‬يغضون‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬مآثر‭ ‬العظماء،‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬منجزات‭ ‬الأوفياء،‭ ‬فخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬سيظل‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬أمته‭ ‬مثلا‭ ‬يحتذى،‭ ‬وقدوة‭ ‬قلما‭ ‬يجود‭ ‬الزمان‭ ‬بمثلها،‭ ‬وأسوة‭ ‬حسنة‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتربى‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬الخير،‭ ‬وعلى‭ ‬العطاء‭ ‬للغير،‭ ‬والدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬المجتمع‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭. ‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬حرص‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وقف‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬بمجلس‭ ‬أمناء‭ ‬يترأسه‭ ‬فلذة‭ ‬كبد‭ ‬الفقيد‭ ‬الغالي‭ ‬نجله‭ ‬الوفي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬وبعضوية‭ ‬ونيابة‭ ‬رئيس‭ ‬من‭ ‬عصب‭ ‬الراحل‭ ‬العظيم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬تخليد‭ ‬أعظم‭ ‬لذكراه‭ ‬وتأكيد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬القلوب‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬بأن‭ ‬بلادنا‭ ‬ستظل‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬مخلصة‭ ‬لرجالها،‭ ‬وفية‭ ‬لأبناء‭ ‬شعبها،‭ ‬حامية‭ ‬لتراث‭ ‬ومآثر‭ ‬أبنائها،‭ ‬إنه‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬لوطن‭ ‬إذا‭ ‬أحب‭ ‬لا‭ ‬يكره،‭ ‬وإذا‭ ‬أنجب‭ ‬لا‭ ‬يتخلى،‭ ‬وإذا‭ ‬أفاض‭ ‬بالحب‭ ‬والعطاء‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يفيض‭ ‬إلا‭ ‬بالحب‭ ‬والعطاء‭.‬

شكرا‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة،‭ ‬دمت‭ ‬لبلادك‭ ‬وشعبك‭ ‬مثلا‭ ‬يحتذى‭ ‬ورمزًا‭ ‬للوفاء‭ ‬والعطاء،‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬فقيدنا‭ ‬الكبير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬وعزاؤنا‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬ومنجزاته‭ ‬التي‭ ‬ستظل‭ ‬خالدة‭ ‬أبد‭ ‬الدهر،‭ ‬وفي‭ ‬وقف‭ ‬أعز‭ ‬به‭ ‬مليكُنا‭ ‬فقيدَنا‭ ‬بعد‭ ‬رحيله،‭ ‬فالخير‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭.‬