وقف سمو الأمير خليفة بن سلمان

| عبدعلي الغسرة

صدر‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬أمر‭ ‬ملكي‭ ‬بإنشاء‭ ‬“وقف‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية”،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تقديرًا‭ ‬للدور‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والإنجازات،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬اسمًا‭ ‬عاليًا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭.‬

وعاش‭ ‬“الراحل”‭ ‬حياته‭ ‬مُجاهدًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬وشعبها‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬جهده‭ ‬الوطني‭ ‬وسخائه‭ ‬الإنساني،‭ ‬ولأجل‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬يستحق‭ ‬منا‭ ‬جميعًا‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير،‭ ‬ويُمثل‭ ‬هذا‭ ‬الوقف‭ ‬لفتة‭ ‬خالدة‭ ‬لمواقف‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وإن‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬فأعماله‭ ‬الجليلة‭ ‬جعلته‭ ‬من‭ ‬الخالدين‭ ‬الذين‭ ‬تغيب‭ ‬أجسادهم‭ ‬ويبقون‭ ‬أحياء‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬وضمائر‭ ‬الناس‭ ‬بأفعالهم‭ ‬وعطاءاتهم‭ ‬اللا‭ ‬محدودة‭. ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬الوقف‭ ‬لتحقيق‭ ‬المنفعة‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬البِر‭ ‬والإحسان‭ ‬تقربًا‭ ‬لوجهه‭ ‬تعالى‭ ‬وثوابًا‭ ‬لمن‭ ‬وُضِعَ‭ ‬باسمه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المستحبة‭ ‬في‭ ‬الدين،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬يوقفون‭ ‬ما‭ ‬مكنهم‭ ‬فيه‭ ‬ربهم‭ ‬لخدمة‭ ‬بلادهم‭ ‬وشعوبهم،‭ ‬وبذلك‭ ‬يستمر‭ ‬فضلهم‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬وبعد‭ ‬رحيلهم‭. ‬و”طيب‭ ‬لله‭ ‬ثراه”‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬فضلهم‭ ‬ولا‭ ‬يُنسى‭ ‬إحسانهم‭.‬

والوقف‭ ‬مشروع‭ ‬إسلامي‭ ‬استثماري‭ ‬يحصن‭ ‬المحتاجين‭ ‬من‭ ‬الفقراء‭ ‬والمساكين‭ ‬من‭ ‬الفقر‭ ‬ويحميهم‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المحببة‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬طوعًا‭ ‬ابتغاء‭ ‬رضوانه‭ ‬تعالى،‭ ‬ويكون‭ ‬ذخرًا‭ ‬لمن‭ ‬سُمي‭ ‬باسمه‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭. ‬ووقف‭ ‬“سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل”‭ ‬سيُحقق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنافع‭ ‬للمحتاجين‭ ‬والفقراء‭ ‬والمتعففين‭ ‬وسيكون‭ ‬لهم‭ ‬غطاء‭ ‬آمنا‭ ‬يحميهم‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الدهر‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬واقتصاديًا،‭ ‬واستمرارًا‭ ‬لحياة‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭.‬

إن‭ ‬“وقف‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬ستخصص‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬ستنفق‭ ‬في‭ ‬سبيله،‭ ‬ولمختلف‭ ‬حاجات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬معيشة‭ ‬وتعليم‭ ‬وعلاج‭ ‬المرضى‭ ‬وتسيير‭ ‬جميع‭ ‬حاجات‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وللكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والإنسانية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬يمتد‭ ‬لخارج‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أقطار‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالوقف‭ ‬خطه‭ ‬ممدود‭ ‬غير‭ ‬محدود،‭ ‬وعنوانه‭ ‬الإنفاق‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬اللمسات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬“سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل”‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬العامرة‭ ‬بالخير‭ ‬والفضل،‭ ‬ولن‭ ‬يتوقف‭ ‬عطاؤه‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬“رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته”‭.‬