“ركود الانتخابات” والخوف على مصير سفينة الولي الفقيه (2)

| عاتقة خورسند

لقد‭ ‬استنتجت‭ ‬صحيفة‭ ‬“آرمان”‭ ‬الحكومية‭ ‬عندما‭ ‬استعرضت‭ ‬المعايير؛‭ ‬أن‭ ‬الزمرة‭ ‬المهيمنة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬ستسعى‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬باستخدام‭ ‬“نموذج‭ ‬انتخابات‭ ‬المجلس”،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬مجرد‭ ‬غطاء‭ ‬للقضية،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬إقامة‭ ‬استعراض‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬سيكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬الأزمات‭ ‬الخفية‭ ‬في‭ ‬المجتمع؛‭ ‬بنتائج‭ ‬منخفضة‭.‬

ولم‭ ‬تُشر‭ ‬هذه‭ ‬الصحيفة‭ ‬إلى‭ ‬“الأزمات‭ ‬الخفية‭ ‬في‭ ‬المجتمع”‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬قريب،‭ ‬وتمر‭ ‬عليها‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬لكن‭ ‬يمكننا‭ ‬بإزاحة‭ ‬الستار‭ ‬قليلًا‭ ‬أن‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬الخفية‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬الاستياء‭ ‬العام‭ ‬المستعصي‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬والوضع‭ ‬المتفجر‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

“من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬المخاطر‭ ‬الحتمية‭ ‬لتقليص‭ ‬مشاركة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬كثيرًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬عزلة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬كيان‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬دافع‭ ‬لديهم‭ ‬لذلك‭ ‬ليس‭ ‬بالخطر‭ ‬البسيط‭ ‬لنمر‭ ‬عليه‭ ‬مرور‭ ‬الكرام،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬استيلاء‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬المنصب‭ ‬والمكانة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬الأوان،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يتضح‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬ركود‭ ‬الانتخابات‭ ‬لن‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬أحد”‭. (‬المصدر‭ ‬نفسه‭).‬

بعد‭ ‬قراءة‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬سندرك‭ ‬أن‭ ‬مخاوف‭ ‬الزمرة‭ ‬المغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬مصير‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬ركود‭ ‬استعراض‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة،‭ ‬فقد‭ ‬سمعنا‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الحكومية‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مشاركة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الاستعراضية‭ ‬متدنية،‭ ‬فإن‭ ‬كيان‭ ‬البلاد‭ ‬“قل‭ ‬كيان‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه”‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬خطر‭.‬

إن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وجه‭ ‬الإنذار‭ ‬الأخير‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬الفاشي‭ ‬وزمره؛‭ ‬باندلاع‭ ‬انتفاضة‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019،‭ ‬وقد‭ ‬اقترب‭ ‬اليوم‭ ‬النهائي‭ ‬لتحديد‭ ‬المصير،‭ ‬وسوف‭ ‬يتحدد‭ ‬مصير‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬شعبها‭ ‬والشباب‭ ‬الثائر‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدن‭. ‬“مجاهدين”‭.‬