لمحات

كورونا وأشكاله

| د.علي الصايغ

إن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الاستياء‭ ‬حقيقة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاحترازات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهده‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬طبية‭ ‬وصفوف‭ ‬أمامية‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ممن‭ ‬يشعرون‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬تجاه‭ ‬وطنهم‭ ‬ومجتمعهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يأتي‭ ‬لزامًا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬لتتكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬بغية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬المرض،‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬بل‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬أشكاله‭ ‬الجديدة‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

إن‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات‭ ‬الخاطئة‭ ‬من‭ ‬الأفراد،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬مطاعم‭ ‬ومقاه‭ ‬مثلًا،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تكلف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت‭ ‬والتضحية‭ ‬والمادة،‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬التقاعس‭ ‬والتهاون‭ ‬لهو‭ ‬أشد‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضر‭ ‬الوطن،‭ ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬المسؤولية‭ ‬الواجبة‭ ‬لحمايته،‭ ‬والوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬لمحاربة‭ ‬الفيروس،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬كبيرة،‭ ‬بل‭ ‬أمر‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نابعًا‭ ‬من‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬المؤمن‭ ‬بضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مجتمعه،‭ ‬وحماية‭ ‬نفسه‭ ‬وأهله‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬اللقاح‭ ‬المتوافر،‭ ‬الذي‭ ‬وفرته‭ ‬المملكة‭ ‬بالمجان،‭ ‬كان‭ ‬أمل‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سريع‭ ‬ومجد‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬وعندما‭ ‬توافر‭ ‬العلاج،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الإيجابي،‭ ‬ولا‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬يعارض‭ ‬البعض‭ ‬التطعيم،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يشكك‭ ‬فيه،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يترهب،‭ ‬فذلك‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬العجب‭ ‬أن‭ ‬تتمنى‭ ‬شيئًا،‭ ‬وعندما‭ ‬يتوافر،‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬مبذولة‭ ‬واضحة،‭ ‬تتخلف‭ ‬عن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭!‬

لست‭ ‬متخصصًا،‭ ‬ولا‭ ‬مؤهلًا‭ ‬للخوض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬المتخصصين،‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المسؤولة،‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬اللقاح‭ ‬آمن،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الله،‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬المعنيين‭ ‬الساهرين‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬الصحي،‭ ‬بتلبية‭ ‬النداء،‭ ‬لحل‭ ‬المعضلة‭ ‬التي‭ ‬نجابهها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قصيرة‭.‬