“ركود الانتخابات” والخوف على مصير سفينة الولي الفقيه (1)

| عاتقة خورسند

كان‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬الملالي‭ ‬الكاسدة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2020‭ ‬علامة‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬انقضاء‭ ‬مرحلة‭ ‬وبداية‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬الدينية،‭ ‬وكانت‭ ‬النقطة‭ ‬الحقيقية‭ ‬الجديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستعراض‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬العالة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬لم‭ ‬يشاركوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستعراض‭ ‬الهزلي‭ ‬أيضًا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬ركود‭ ‬الانتخابات‭ ‬الملفت‭ ‬للنظر‭ ‬بوضوح‭ ‬عصي‭ ‬على‭ ‬التستر‭ ‬عليه،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فبركة‭ ‬الأرقام‭ ‬والدعاية‭ ‬الحكومية‭.‬

إن‭ ‬قفزة‭ ‬خامنئي‭ ‬بغية‭ ‬الانكماش‭ ‬وتوحيد‭ ‬نظامه‭ ‬الفاشي‭ ‬وإزاحة‭ ‬لعبة‭ ‬الإصلاح‭ ‬القذرة؛‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬هيكل‭ ‬النظام‭ ‬وسقوطه‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وخلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬قلل‭ ‬هذا‭ ‬السقوط‭ ‬والضعف‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أزمات‭ ‬الإطاحة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انحطاط‭ ‬موقع‭ ‬خامنئي‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬ككل‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬انتفاضة‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭ ‬وسفك‭ ‬دماء‭ ‬شهداء‭ ‬هذه‭ ‬الانتفاضة‭ ‬المجيدة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬جر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬برمته‭ ‬والولي‭ ‬الفقيه‭ ‬الرجعي‭ ‬إلى‭ ‬الحضيض‭ ‬والانحطاط،‭ ‬فقد‭ ‬أدرك‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬بوضوح‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الفاشي‭ ‬بأكمله،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الزمر‭ ‬المافيوزية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬القمع‭ ‬الدموي‭ ‬ضد‭ ‬المطحونين‭ ‬المضطهدين،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬اتضحت‭ ‬أثناء‭ ‬انتفاضة‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬انتفاضة‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭.‬

وبعد‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬انتفاضة‭ ‬نوفمبر،‭ ‬سعى‭ ‬خامنئي‭ ‬إلى‭ ‬الترويج‭ ‬لاستعراض‭ ‬الانتخابات،‭ ‬لكنه‭ ‬تلقى‭ ‬صفعة‭ ‬قوية‭ ‬متقنة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الغاضبين،‭ ‬فخامنئي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬لعبة‭ ‬الأصولي‭ - ‬الإصلاحي،‭ ‬ولجأ‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬حيلة‭ ‬له،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬استئصال‭ ‬الزمرة‭ ‬المنافسة‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬انكماش‭ ‬نظامه‭ ‬لعله‭ ‬يتمكن‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬مبدأ‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬من‭ ‬عاصفة‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقهر‭.‬

والآن،‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬استحوذت‭ ‬المخاوف‭ ‬المتزايدة‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬هذا‭ ‬الاستعراض‭. ‬وفي‭ ‬اعترافها‭ ‬بركود‭ ‬الانتخابات،‭ ‬أرجعت‭ ‬صحيفة‭ ‬“آرمان”‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير‭ ‬2021‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الحالات‭ ‬التالية‭: ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬البائسة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وتوصل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬تصويتهم‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬لعبة‭ ‬السلطة،‭ ‬وسياسة‭ ‬الانكماش‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬وانتخاب‭ ‬مرشحين‭ ‬من‭ ‬فصيل‭ ‬معين‭. ‬“مجاهدين”‭.‬