السياسات الأميركية الثابتة

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬الحالي‭ ‬تقلد‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ‭ ‬46‭ ‬مقاليد‭ ‬الحُكم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬رئيس‭ ‬انتهت‭ ‬ولايته‭ ‬وآخر‭ ‬بدأت‭ ‬ولايته‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬وكلاهما‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬وعوده‭ ‬وتوفير‭ ‬أفضل‭ ‬معيشة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بأميركا،‭ ‬وما‭ ‬يخص‭ ‬أميركا‭ ‬داخليًا‭ ‬فهو‭ ‬شأن‭ ‬أميركي‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬ممثلي‭ ‬الحزبين‭ ‬الخارجية‭ ‬تجاه‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬استمرار‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭.‬

وما‭ ‬يعنينا‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ‭ ‬46‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬القومية،‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وما‭ ‬يتعلق‭ ‬بها،‭ ‬فقد‭ ‬اتخذ‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأميركيون‭ ‬السابقون‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬لجميع‭ ‬الأقطار،‭ ‬والسياسات‭ ‬الأميركية‭ ‬القادمة‭ ‬لن‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬سابقتها‭. ‬إن‭ ‬واشنطن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬واتحاد‭ ‬ولاياتها‭ ‬بممارسة‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬بشكل‭ ‬واسع،‭ ‬وأية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تمارس‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬الأميركي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬الأميركية‭.‬

وما‭ ‬تؤمن‭ ‬به‭ ‬أميركا‭ ‬هو‭ ‬“أميركا‭ ‬أولًا”‭ ‬و”من‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬معنا‭ ‬فهو‭ ‬ضدنا”‭ ‬وهي‭ ‬سياسة‭ ‬حققت‭ ‬القوة‭ ‬المستدامة‭ ‬لأميركا‭.‬

إن‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬سَيُكمل‭ ‬نهج‭ ‬سلفه‭ ‬لإضافة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬الأميركية‭ ‬فلا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬الرئيس‭ ‬وذاك‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الظواهر‭ ‬الشكلية‭ ‬ــ‭ ‬في‭ ‬اسمه‭ ‬وشخصه‭ ‬وفي‭ ‬ثروته‭ ‬ووظيفته‭ ‬الحالية‭.‬