سوالف

وزارة الأشغال والتباهي بالأجنبي على حساب المواطن

| أسامة الماجد

بعد‭ ‬الخبر‭ ‬المفجع‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬“البلاد”‭ ‬بطلب‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬توظيف‭ ‬أجانب‭ ‬والتجديد‭ ‬لآخرين،‭ ‬وقيام‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬مشكورا‭ ‬برفض‭ ‬الطلب‭ ‬وإخطار‭ ‬الوزارة‭ ‬بضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بخطط‭ ‬البحرنة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقوائم‭ ‬التي‭ ‬رفعها‭ ‬الديوان‭ ‬إلى‭ ‬الوزارة‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬أسماء‭ ‬بحرينيين‭ ‬مؤهلين‭ ‬لشغل‭ ‬الوظائف،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يعيد‭ ‬لنا‭ ‬تركيب‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الفهم‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتناثرة،‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬يشرح‭ ‬لنا‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المفزعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نلمس‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬التعسف‭ ‬والأهواء‭ ‬والتباهي‭ ‬بالأجنبي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطن،‭ ‬نريد‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬الأجنبي‭ ‬وذريعة‭ ‬توظيفه‭ ‬في‭ ‬شواغر‭ ‬بإمكان‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬أن‭ ‬يبدع‭ ‬فيها‭ ‬ويتميز‭.‬

نذكر‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬قامت‭ ‬بواجبها‭ ‬ودربت‭ ‬وأهلت‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬فجميعهم‭ ‬مؤهلون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬القيادة‭ ‬ومتسلحون‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬عقدة‭ ‬الثقة‭ ‬مازالت‭ ‬تنخر‭ ‬في‭ ‬العقليات‭ ‬بشكل‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة،‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬تفسيرا‭ ‬لهذا‭ ‬التصرف‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬ابتعدت‭ ‬عن‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬وتسير‭ ‬بانحراف‭ ‬واضح‭ ‬وعكس‭ ‬الأهداف‭ ‬والسياسات‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬ونهجها‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬أبنائها‭ ‬وإعطائهم‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الوظائف‭ ‬ومختلف‭ ‬برامجها‭ ‬التنموية‭.‬

مستشار‭ ‬قانوني،‭ ‬أخصائي‭ ‬حاسوب،‭ ‬مهندس‭ ‬ميكانيكي،‭ ‬فني‭ ‬هندسة‭ ‬معمارية‭.. ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬الوزارة‭ ‬التجديد‭ ‬لها،‭ ‬وكأن‭ ‬البحرينيين‭ ‬أذرعتهم‭ ‬ممدودة‭ ‬في‭ ‬لوعة‭ ‬ولهفة‭ ‬لإتقان‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬ودراستها،‭ ‬كون‭ ‬الأجنبي‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬“الشاطر‭ ‬فيها”‭ ‬ويبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهده‭ ‬لرفعة‭ ‬وتقدم‭ ‬الوطن،‭ ‬وهو‭ ‬المورد‭ ‬الأساسي‭ ‬للبلاد‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬ونحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬جدية‭ ‬لمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الحساس‭ ‬والتحرك‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬لأنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحجيم‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية‭ ‬وإبعادها‭ ‬عن‭ ‬الكرسي‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭ ‬ومخالفة‭ ‬التشريعات‭ ‬وخطط‭ ‬التنمية‭ ‬وأهدافها‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬المطمئنة‭ ‬لكل‭ ‬المواطنين‭.‬