الهدف... إسقاط حكومة الكاظمي!

| صالح القلاب

ليس‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنّ‭ ‬تنظيم‭ ‬“داعش”‭ ‬الإرهابي‭ - ‬ومعه‭ ‬“القاعدة”‭ - ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬جريمة‭ ‬بغداد‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬“مذبحةً”‭ ‬بكلِّ‭ ‬معنى‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة،‭ ‬وحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مستبعدٍ‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ارتكبها‭ ‬وأنها‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬انقطاعٍ‭ ‬طويلٍ‭ ‬وأنّ‭ ‬المستهدف‭ ‬هو‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬العروبي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يُعط‭ ‬فرصة‭ ‬كي‭ ‬ينفذ‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬يحاول‭ ‬تنفيذه‭ ‬إنْ‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي‭ ‬وإنْ‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الانقطاع‭ ‬الطويل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وحقيقة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬الموجعة‭ ‬الأخيرة‭.‬

ولعلّ‭ ‬ما‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬هو‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬أنّ‭ ‬“داعش”‭ ‬هذا‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭: ‬“راجح”‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬“بيّاع‭ ‬الخواتم”‭ ‬الشهيرة‭ ‬وأنّ‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬الإرهابية‭ ‬الموجعة‭ ‬موجهةٌ‭ ‬لهذه‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬هذا‭ ‬العروبيّ‭ ‬وهذا‭ ‬الوطني‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يُعط‭ ‬فرصةً‭ ‬لينفذ‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬حيث‭ ‬إنّ‭ ‬العوامل‭ ‬المعرقلة‭ ‬متعدّدة‭ ‬وكثيرة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬التدخّل‭ ‬الإيراني‭ ‬السافر‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬العراقية‭.. ‬أيّ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

لقد‭ ‬بقي‭ ‬الإيرانيون‭ ‬وأتباع‭ ‬إيران‭ ‬يُفرْملون‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي،‭ ‬والتي‭ ‬لولا‭ ‬الهيمنة‭ ‬الإيرانية‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬لحقّقت‭ ‬إنجازات‭ ‬فعلية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أنْ‭ ‬تنقل‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬نقلةً‭ ‬نوعية‭ ‬حقيقية‭ ‬تعيد‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الطليعي‭ ‬ألقه‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬أنْ‭ ‬يبتلى‭ ‬بما‭ ‬ابتلي‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬ذلك‭ ‬الشاب‭ ‬الصاعد‭ ‬فيصل‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعض‭ ‬العراقيين‭ ‬يذكرونه‭ ‬بكل‭ ‬خير‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬منهم‭ ‬يذرفون‭ ‬عليه‭ ‬الدموع‭ ‬الغزيرة‭.‬

ويقيناً‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬وحكومته‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬فعلية‭ ‬كثيرة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬لولا‭ ‬أنّ‭ ‬قوى‭ ‬الشدِّ‭ ‬العكسي‭ ‬الإيرانية‭ ‬والتابعة‭ ‬لإيران‭ ‬قد‭ ‬واصلت‭ ‬تعطيلها‭ ‬أيّ‭ ‬إنجازٍ‭ ‬عراقي،‭ ‬فالإيرانيون‭ ‬وأتباعهم‭ ‬كانوا‭ ‬ولايزالون‭ ‬يعملون‭ ‬ويتصرفون‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬العراق‭ ‬العظيم‭ ‬جزءٌ‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬وأنّ‭ ‬مرجعيته‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬العباسية‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الرشيد،‭ ‬إنما‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬“قمْ”‭ ‬وطهران‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬تعطّل‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الوطنية‭... ‬لهذا‭ ‬فإنّ‭ ‬هذه‭ ‬الضربة‭ ‬الإرهابية‭ ‬الدامية‭ ‬والموجعة،‭ ‬وسواءً‭ ‬أكان‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬“داعش”‭ ‬الفعلي‭ ‬أم‭ ‬الـ‭ ‬“دواعش”‭ ‬الإيرانيون‭ ‬أيّ‭ ‬“السافاك”‭ (‬منظمة‭ ‬المخابرات‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإيراني‭ - ‬سازمان‭ ‬إطلاعات‭ ‬وأمنيت‭ ‬كشور‭) ‬فإنّ‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬إظهار‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬عاجزة‭ ‬وغير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬المطلوب‭ ‬لإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقررة‭!. ‬“إيلاف”‭.‬