مُلتقطات

أسر مشتتة... تنتظر تصنيف “إدارة التخطيط العمراني”

| د. جاسم المحاري

يُراد‭ ‬بالسكن‭ ‬الملائم‭ ‬أو‭ ‬المأوى‭ ‬اللائق‭ ‬بالحقّ‭ ‬الذي‭ ‬يُكتسب‭ ‬بأبعاده‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تنصّ‭ ‬عليه‭ ‬الدساتير‭ ‬وتقرّه‭ ‬المواثيق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬كالإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مادته‭ (‬25‭) ‬بهذا‭ ‬الحقّ‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬اللائق‭ ‬أو‭ ‬الكافي،‭ ‬وكذا‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬الفقرة‭ ‬الأولى‭ ‬للمادة‭ (‬11‭) ‬من‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬الدول‭ ‬بحقّ‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬معيشي‭ ‬كاف‭ ‬له‭ ‬ولأسرته‭ ‬ويوفر‭ ‬ما‭ ‬يفي‭ ‬بحاجتهم‭ ‬من‭ ‬الغذاء‭ ‬والكساء‭ ‬والمأوى‭ ‬وحقّهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬متواصل‭ ‬لظروفهم‭ ‬المعيشية‭. ‬فيما‭ ‬أوضحت‭ ‬المادة‭ (‬38‭) ‬عربياً‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬الميثاق‭ ‬العربي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الحقّ‭ ‬يوفر‭ ‬الرفاه‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‭ ‬من‭ ‬غذاء‭ ‬وكساء‭ ‬ومسكن‭ ‬وخدمات‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬سليمة‭.‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬أظهر‭ ‬هذا‭ ‬الحقّ‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬تصدّرت‭ ‬فيها‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬ووزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬بعد‭ ‬الكمّ‭ ‬التصاعدي‭ ‬“لمَنَالية”‭ ‬السكن‭ ‬المتاح‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭ ‬الذي‭ ‬ينعم‭ ‬قطاعه‭ ‬الإسكاني‭ ‬بالهياكل‭ ‬والخدمات‭ ‬والمواد‭ ‬والمرافق‭ ‬التي‭ ‬تتواءم‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬الضرورية،‭ ‬وتتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلباته‭ ‬المعيشية‭ ‬دون‭ ‬إكراه‭ ‬أو‭ ‬مضايقة‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬أو‭ ‬مماطلة،‭ ‬بل‭ ‬وإعطاء‭ ‬الفئات‭ ‬المحرومة‭ ‬الأولوية،‭ ‬وهنا‭ ‬نذكر‭ ‬قصة‭ ‬عائلة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭  ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نال‭ ‬نصيباً‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬“التعطيل‭ ‬والمماطلة”‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬أسرته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ (‬5‭) ‬سنوات‭ ‬مضتْ،‭ ‬بين‭ ‬“مطرقة”‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬التي‭ ‬ألغت‭ ‬طلبه‭ ‬الإسكاني‭ ‬بعد‭ ‬امتلاكه‭ ‬أرضاً‭ ‬استنزفته‭ ‬تحويشة‭ ‬العمر‭! ‬وبين‭ ‬“سندان”‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬التي‭ ‬“أحجمت”‭ ‬إدارتها‭ ‬العامة‭ ‬للتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬عن‭ ‬تصنيفها‭ ‬سكنياً‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تصنيف‭ ‬ما‭ ‬جاورها‭ ‬من‭ ‬أراض‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭. ‬

نافلة‭: ‬

هذا‭ ‬المواطن‭ ‬–‭ ‬الذي‭ ‬تقطعّت‭ ‬به‭ ‬السُبُل‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2015م‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬فاضت‭ ‬مراجعاته‭ ‬المستمرة‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬للإسراع‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬تخطيط‭ ‬الأرض‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬518‭ ‬بمنطقة‭ ‬باربار‭ ‬وتحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬بتشييد‭ ‬بيت‭ ‬العمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤوي‭ ‬أسرته‭ ‬المُشتتة‭ - ‬لَمْ‭ ‬يجدْ‭ ‬إلا‭ ‬طرق‭ ‬باب‭ ‬المسؤولين‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬حقّه‭ ‬المكفول‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ (‬9‭/‬‏و‭) ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬“الدولة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬المواطنين”،‭ ‬وإنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬أسرته‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬“مأسوفة”‭ ‬أحد‭ ‬أركانها‭ ‬مؤخراً‭ ‬وإعادة‭ ‬أملها‭ ‬بجَمع‭ ‬شتاتها‭ ‬بعد‭ ‬تفرّقٍ‭ ‬دام‭ ‬طويلاً‭.‬