فجر جديد

أباطرة البُخل و ”45” دقيقة بالسلمانية

| إبراهيم النهام

‭ ‬رغم‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬للتجار‭ ‬والمقتدرين‭ ‬وكانزي‭ ‬الأموال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬على‭ ‬تعنتهم‭ ‬من‭ ‬الشُح‭ ‬والبخل،‭ ‬وكأنها‭ ‬أموالهم‭ ‬وليست‭ ‬أموال‭ ‬الله‭ ‬وهم‭ ‬مكلفون‭ ‬بها‭.. ‬قصص‭ ‬وحكايات‭ ‬الأسر‭ ‬المتُعففة،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬تشير‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬الزكاة‭ ‬أو‭ ‬الصدقات‭ ‬ولا‭ ‬بحجم‭ ‬رأس‭ ‬الإبرة،‭ ‬رغم‭ ‬استطاعته،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬لكان‭ ‬الناس‭ ‬بغير‭ ‬الحال،‭ ‬فمتى‭ ‬سيلزم‭ ‬أباطرة‭ ‬البخل‭ ‬بإخراج‭ ‬ما‭ ‬عليهم‭ ‬بتشريع‭ ‬يكمم‭ ‬أفواههم؟

وعكة‭ ‬صحية‭ ‬مباغتة‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬صديق،‭ ‬دفعتني‭ ‬بظهيرة‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬لزيارة‭ ‬طوارئ‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬بمعيته،‭ ‬والذي‭ ‬تكثر‭ ‬حوله‭ ‬القصص‭ ‬والأحاديث‭ ‬والنكات‭ ‬والنقد‭ ‬اللاذع،‭ ‬لكن‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬رأيته‭ ‬كان‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭.. ‬ففي‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭ ‬بالضبط،‭ ‬تمت‭ ‬مباشرة‭ ‬حالته‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬العلاجية‭ ‬المطلوبة‭ ‬بإشراف‭ ‬ومتابعة‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬أحمد‭ ‬العالي،‭ ‬ومجيد‭ ‬الشامسي،‭ ‬والممرضة‭ ‬المتدربة‭ ‬سمر‭ ‬البقالي،‭ ‬حيث‭ ‬تابعوا‭ ‬حالته‭ ‬باللحظة،‭ ‬إنها‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬تعكس‭ ‬جهود‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬بتقديم‭ ‬الممكن‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬المطلوبة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬بطوارئ‭ ‬السلمانية‭ ‬الذي‭ ‬يقصده‭ ‬الكثيرون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

توجه‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬“السوشال‭ ‬ميديا”‭ ‬للمناشدة‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬العلاج‭ ‬وتسديد‭ ‬الديون‭ ‬العاجلة،‭ ‬وإيجار‭ ‬المسكن‭ ‬وغيرها،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللاً‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬المباشرة‭ ‬بحله‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬كرامة‭ ‬الناس،‭ ‬وتسهيلا‭ ‬لظروفهم‭ ‬ومساعدتهم‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬العدائي‭ ‬المعروف‭ ‬عبر‭ ‬توظيفها‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والإعلامية‭ ‬للإضرار‭ ‬بسمعة‭ ‬البحرين‭ ‬وأمنها‭ ‬الداخلي،‭ ‬واستثمارها‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬المأجورة‭ ‬لفبركة‭ ‬التقارير،‭ ‬وإشغال‭ ‬الدولة‭ ‬بالصراعات‭ ‬الجانبية،‭ ‬وكذلك‭ ‬استهداف‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭.‬