من جديد

البحرين دولة عظمى

| د. سمر الأبيوكي

يقول‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬إنه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬حاليا‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬دمار،‭ ‬فيما‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬له‭ ‬المحللون‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬بايدن‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬عاطفيا‭ ‬بامتياز‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬استعطاف‭ ‬الشعب‭ ‬الأميركي‭ ‬بطرح‭ ‬خطة‭ ‬إنقاذ‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬‮١٢‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬أميركي‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استوقفني‭ ‬كثيرا،‭ ‬فهذا‭ ‬اعتراف‭ ‬قيم‭ ‬وصريح‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لديها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮١٢‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬ومنهم‭ ‬كثيرون‭ ‬مشردون،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭ ‬وعند‭ ‬الحاجة‭ ‬والمرض‭ ‬لا‭ ‬تستقبله‭ ‬المستشفيات‭ ‬لرعاية‭ ‬صحته‭ ‬وإنقاذ‭ ‬حياته،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الأمية‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭.‬

لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬واقعية‭ ‬“الدولة‭ ‬العظمى”‭ ‬كمصطلح‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الدول‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬الشعب‭ ‬باحتياجاته‭ ‬وإسعافه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ولا‭ ‬يسعني‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬حقيقية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المصطلحات‭ ‬ودهاليز‭ ‬السياسة‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تحركات‭ ‬كرقعة‭ ‬لعبة‭ ‬الشطرنج،‭ ‬ببساطة‭ ‬شديدة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬عظمى،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬شعبها‭ ‬متعلم‭ ‬وتكاد‭ ‬تكون‭ ‬الأمية‭ ‬به‭ ‬معدومة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬ومن‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬المعيشة‭ ‬تعمل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬المعونات‭ ‬له،‭ ‬فيما‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬تتابع‭ ‬توظيف‭ ‬الخريجين‭ ‬وصرف‭ ‬علاوات‭ ‬المعيشة‭ ‬والغلاء‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬سواء‭ ‬العاملة‭ ‬أو‭ ‬المطلقة‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تفان‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وضخ‭ ‬السيولة‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الوطنية‭ ‬لسد‭ ‬احتياج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ابان‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬أحدهم‭ ‬ويتغنى‭ ‬بحرية‭ ‬الغرب‭ ‬وما‭ ‬يقدمه‭ ‬لمواطنيه،‭ ‬يا‭ ‬للعجب‭.‬

ومضة

في‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬مازالت‭ ‬المرأة‭ ‬تقبض‭ ‬معاشا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬نفس‭ ‬الوظيفة‭ ‬لمجرد‭ ‬أنها‭ ‬امرأة،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يسري‭ ‬قانون‭ ‬الطوارئ‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬بالقبض‭ ‬عليك‭ ‬وإيداعك‭ ‬السجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬دون‭ ‬أسباب‭ ‬مطلقة‭ ‬سوى‭ ‬الاشتباه‭ ‬بك،‭ ‬ببساطة‭ ‬شديدة‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أنت‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬وهي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فكن‭ ‬حامدا‭ ‬شاكرا‭ ‬واعيا‭ ‬لما‭ ‬وهبك‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬ونعمة‭.‬