زبدة القول

حرب على اللقاح

| د. بثينة خليفة قاسم

مع‭ ‬بداية‭ ‬تكثيف‭ ‬الدول‭ ‬عمليات‭ ‬التطعيم‭ ‬المضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬أصبح‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬هجمة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬اللقاحات‭ ‬وجدواها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬توحش‭ ‬وأطبق‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا‭ ‬بشكل‭ ‬مرعب،‭ ‬وهناك‭ ‬عمليات‭ ‬تشكيك‭ ‬وتخويف‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬تمارس‭ ‬حاليا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وما‭ ‬يكتنفها‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وسوء‭ ‬استخدام‭ ‬وغياب‭ ‬للأمانة‭ ‬العلمية،‭ ‬لكن‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬تفتح‭ ‬نقاشات‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬محتملة‭ ‬لتعاطي‭ ‬اللقاحات‭. ‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬إذا‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬البشر‭ ‬حول‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والتي‭ ‬شككت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬المرض‭ ‬ذاته‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لكي‭ ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬جدوى‭ ‬اللقاح‭ ‬وتخلق‭ ‬جوا‭ ‬من‭ ‬الرعب‭ ‬حوله،‭ ‬فتجد‭ ‬من‭ ‬ينشر‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬تحول‭ ‬وجهه‭ ‬إلى‭ ‬وجه‭ ‬نعجة‭ ‬وتحول‭ ‬كلامه‭ ‬إلى‭ ‬ثغاء‭ ‬كثغاء‭ ‬الغنم،‭ ‬وإذا‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المواقع‭ ‬الإخبارية‭ ‬تجد‭ ‬عشرات‭ ‬الأخبار‭ ‬المزيفة‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬كذا‭ ‬بعد‭ ‬حقنهم‭ ‬باللقاح‭.‬

فهل‭ ‬إذا‭ ‬توفى‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬تعاطي‭ ‬اللقاح‭ ‬بشهر‭ ‬أو‭ ‬أسبوع‭ ‬أو‭ ‬يوم،‭ ‬يكون‭ ‬حتما‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬اللقاح‭ ‬الذي‭ ‬تعاطاه؟‭ ‬والسؤال‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭: ‬هل‭ ‬اللقاح‭ ‬الذي‭ ‬يتعاطاه‭ ‬الشخص‭ ‬سيمنع‭ ‬وفاته‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬للوفاة‭ ‬غير‭ ‬اللقاح؟‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يقتنع‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬اللقاح‭ ‬نقطة‭ ‬الضوء‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬العالم‭ ‬فيه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يتخبط‭ ‬فيه،‭ ‬ولا‭ ‬خلاص‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬اللقاح‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا‭.‬

 

النقطة‭ ‬السلبية‭ ‬الوحيدة‭ ‬والمزعجة‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬اللقاح‭ ‬هي‭ ‬سيطرة‭ ‬عدد‭ ‬ضئيل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭ ‬على‭ ‬95‭ % ‬منه‭.‬