اليوم الدولي للتعليم

| عبدعلي الغسرة

تحتفي‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير،‭ ‬لما‭ ‬للتعليم‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية،‭ ‬وحتى‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬التعليم‭ ‬وتوفير‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬وفعال‭ ‬للجميع‭.‬

وتدرك‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬للتعليم‭ ‬دورًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعوارض‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬كتوفير‭ ‬الوظائف‭ ‬المناسبة‭ ‬وتحسين‭ ‬الأحوال‭ ‬المعيشية‭ ‬وتحسين‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الوظيفية،‭ ‬والتعليم‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬لمختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والسبيل‭ ‬إلى‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬يطمح‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وينص‭ ‬الهدف‭ ‬الرابع‭ ‬على‭ ‬“ضمان‭ ‬توفير‭ ‬تعليم‭ ‬جيد‭ ‬وشامل‭ ‬وتعزيز‭ ‬فرص‭ ‬التعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬للجميع‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030م”‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬نمط‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد،‭ ‬ليكون‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬وأساسًا‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية‭ ‬المتعلمة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬التنمية،‭ ‬فالتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬يُشجع‭ ‬المُتعلم‭ ‬ويكون‭ ‬حافزًا‭ ‬له‭ ‬للإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬والتطوير،‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويُحقق‭ ‬أفضل‭ ‬المنافع‭ ‬للمجتمع،‭ ‬ويؤسس‭ ‬رفاهية‭ ‬مجتمعية‭ ‬عالية،‭ ‬ويكون‭ ‬رافدًا‭ ‬للتقدم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬والازدهار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسلام‭ ‬الاجتماعي‭.‬

إن‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والفعال‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬تشريعات‭ ‬للنظم‭ ‬التعليمية‭ ‬وتسخير‭ ‬استثمارات‭ ‬كبيرة‭ ‬لقطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬لينال‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والفعال‭ ‬الذي‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والتطور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬وليجعل‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬فكرٍ‭ ‬خلاق‭ ‬وقادرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بطريقة‭ ‬تحقق‭ ‬لهم‭ ‬القدرة‭ ‬ولوطنهم‭ ‬التقدم،‭ ‬فالتعليم‭ ‬وُجِدَ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر،‭ ‬والتعليم‭ ‬الجيد‭ ‬والعادل‭ ‬والشامل‭ ‬يحدث‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وآمنت‭ ‬البحرين‭ ‬بأن‭ ‬التعليم‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬وأساس‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬التنمية،‭ ‬لذلك،‭ ‬فإنها‭ ‬تبذل‭ ‬ما‭ ‬بوسعها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إرساء‭ ‬نهضة‭ ‬تعليمية‭ ‬تواكب‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية‭ ‬وتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وصولًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬لمستوى‭ ‬متقدم‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬لأبنائها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬لتحسين‭ ‬معايير‭ ‬التعليم‭ ‬ليكون‭ ‬سندًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬للتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الطلبة‭ ‬التعليمية‭.‬