ومضة قلم

البرنامج الوطني وتوفير 25 ألف وظيفة

| محمد المحفوظ

النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوظيف‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفرص‭ ‬التدريبية‭ ‬تعد‭ ‬مبادرة‭ ‬حضارية‭ ‬وطموحة‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬الحكومة‭ ‬وجديتها‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة،‭ ‬وتصب‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬البحرنة‭ ‬وإحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬وخبراتهم‭.‬

وللتدليل‭ ‬على‭ ‬جدية‭ ‬المبادرة‭ ‬فإنّه‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬مئة‭ ‬وعشرين‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭ ‬لصالح‭ ‬مشروع‭ ‬التوظيف‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬وقوائم‭ ‬العاطلين‭. ‬إنّ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬إحلال‭ ‬الطاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬وجعلها‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬للتوظيف،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬اهتمام‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬وإيمانه‭ ‬بما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قدرات،‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬أثلجت‭ ‬قلوب‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬وفتحت‭ ‬الآفاق‭ ‬أمامهم‭ ‬بأنّ‭ ‬المستقبل‭ ‬يحمل‭ ‬لهم‭ ‬بشائر‭ ‬الخير‭ ‬والأمل‭.‬

إنّ‭ ‬برنامج‭ ‬التوظيف‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الثانية‭ ‬يعد‭ ‬إنجازا‭ ‬وطنيا‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭ ‬برمته،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإنّ‭ ‬الحكومة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬خطوة‭ ‬كبيرة‭ ‬كهذه‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إحلال‭ ‬آلاف‭ ‬الخريجين‭ ‬الجامعيين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المنشود‭.‬

ولإنجاح‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبيرة‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الأولوية‭ ‬للعناصر‭ ‬الوطنية‭ ‬كونه‭ ‬واجبا‭ ‬وطنيا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬الوظيفي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ولما‭ ‬سيحققه‭ ‬من‭ ‬نهوض‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطنيّ‭ ‬ثانياً‭. ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬هي‭ ‬كوادر‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقع،‭ ‬وأكد‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬جدارته‭ ‬فيما‭ ‬أنيط‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مهمات‭ ‬ومسؤوليات‭. ‬ويبقى‭ ‬القول‭ ‬إنّه‭ ‬يجب‭ ‬إلزام‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬بمراعاة‭ ‬أفضلية‭ ‬التوظيف‭ ‬للإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬لأداء‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬من‭ ‬مؤهلات،‭ ‬وعلى‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬المراقبة‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوظيف‭ ‬لدى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬واجباتها‭.‬