لمحات

تجارة الموظف العام

| د.علي الصايغ

من‭ ‬المؤسف‭ ‬حقيقة،‭ ‬تصريح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬مؤكدين‭ ‬رأي‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاقتراح‭ ‬الخاص‭ ‬بتعديل‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منح‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭ ‬ومزاولة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية،‭ ‬معلنين‭ ‬الرفض‭ ‬التام‭ ‬لهذا‭ ‬الاقتراح،‭ ‬ومن‭ ‬العجب‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المبررات‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تأدية‭ ‬الموظف‭ ‬الحكومي‭ ‬مهامه،‭ ‬واحتمالية‭ ‬تضارب‭ ‬المصالح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مصلحة‭ ‬العمل‭ ‬والمصلحة‭ ‬الشخصية‭ ‬للموظف،‭ ‬والسؤال،‭ ‬هل‭ ‬أثر‭ ‬امتلاك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لسجلات‭ ‬تجارية‭ ‬على‭ ‬أعمالهم؟‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الجواب‭ ‬“لا”،‭ ‬فما‭ ‬الفرق‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬موظف‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬ألا‭ ‬يعدون‭ ‬موظفين‭ ‬أولاً‭ ‬وأخيراً‭ ‬ويؤدون‭ ‬أعمالهم‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬موقعه؟‭! ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الجواب‭ ‬“نعم”،‭ ‬فلماذا‭ ‬إعطاء‭ ‬الحق‭ ‬باستصدار‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭ ‬لموظفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬دون‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬ألا‭ ‬يعد‭ ‬ذلك‭ ‬تمييزاً؟‭! ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬انتشار‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬والتستر‭ ‬التجاري‭ ‬يوماً‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬السجلات‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص؛‭ ‬فحتى‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يمتهنون‭ ‬مهنة‭ ‬غير‭ ‬التجارة،‭ ‬يشارك‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات‭ ‬الجسيمة،‭ ‬والعجب‭ ‬كل‭ ‬العجب،‭ ‬أن‭ ‬موظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أساساً،‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬عملاً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخراج‭ ‬سجلات‭ ‬بأسماء‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬أسرهم،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬دليل‭ ‬قاطع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬عملهم‭ ‬كموظفين،‭ ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬الكرام‭ ‬لديهم‭ ‬أية‭ ‬دراسات‭ ‬محلية‭ ‬تؤكد‭ ‬ذلك،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تسمح‭ ‬باستخراج‭ ‬الموظف‭ ‬العام‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭.‬‭ ‬

 

إن‭ ‬الرزق‭ ‬بيد‭ ‬الله‭ ‬وحده،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬انتزاع‭ ‬اللقمة‭ ‬من‭ ‬فم‭ ‬آخر‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬كتبها‭ ‬له،‭ ‬فمهما‭ ‬تزايدت‭ ‬أعداد‭ ‬السجلات‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬قلت،‭ ‬لن‭ ‬ينساكم‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬يترككم‭ ‬بلا‭ ‬أرزاق‭.‬