لماذا استاءت الأمم المتحدة من تصنيف الحوثي إرهابيًا؟

| بدور عدنان

أثار‭ ‬قرار‭ ‬تصنيف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬مليشيا‭ ‬أنصار‭ ‬الله‭ ‬الحوثية‭ ‬كجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬قلق‭ ‬البعض‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أعرب‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لها‭ ‬ستيفان‭ ‬دوجاريك‭ ‬عن‭ ‬انتقاده‭ ‬قرار‭ ‬واشنطن‭ ‬إدراج‭ ‬الحوثي‭ ‬وقياداته‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬أيضاً‭ ‬مبعوث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لليمن‭ ‬مارتن‭ ‬غريفيث‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬بدوره‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف،‭ ‬متذرعاً‭ ‬بأن‭ ‬قرار‭ ‬واشنطن‭ ‬سيصعب‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬والإنسانية‭ ‬لليمنيين‭ ‬ما‭ ‬سيعرض‭ ‬اليمن‭ ‬واليمنيين‭ ‬لكوارث‭ ‬إنسانية‭ ‬نتيجة‭ ‬نقص‭ ‬الإمدادات‭ ‬التي‭ ‬ستتأثر‭ ‬بقرار‭ ‬واشنطن‭ ‬بحد‭ ‬قوله‭.‬

مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬محله،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬اتفق‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬بصيرة‭ ‬عليه،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬متأخرا‭ ‬للغاية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أعجز‭ ‬عن‭ ‬استيعابه‭ ‬تناقض‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬قراراتها‭ ‬وتصريحاتها‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أصدرت‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬2216‭ ‬القاضي‭ ‬بانسحاب‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬باحتلالها‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬الانقلاب‭ ‬الإرهابي‭ ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭.‬

قرار‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬يصب‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬حلحلة‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬سيحد‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬قوة‭ ‬الحوثي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ساعدته‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأعماله‭ ‬وجرائمه‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتذرع‭ ‬في‭ ‬رفضها‭ ‬قرار‭ ‬واشنطن‭ ‬بخوفها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬لن‭ ‬تصل‭ ‬لمستحقيها‭ ‬من‭ ‬اليمنيين‭ ‬فقد‭ ‬جانبها‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬الحوثي‭ ‬يستولي‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬تفنن‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬الإتاوات‭ ‬والضرائب‭ ‬ونهب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تصل‭ ‬له‭ ‬يداه‭.‬

لا‭ ‬يرغب‭ ‬اليمنيون‭ ‬في‭ ‬فتات‭ ‬المساعدات‭ ‬وهي‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬تهتم‭ ‬له‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فالمواطن‭ ‬اليمني‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬للأزمة‭ ‬اليمنية،‭ ‬وهي‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬لها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬وهي‭ ‬تتنصل‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالواقع‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭.‬