النوادي والجمعيات الأهلية بالمحرق “أم المدن” في 100 عام

| د. حسين المهدي

المقالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تناولت‭ ‬انطلاق‭ ‬المحرق‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬1796م‭)‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬طريق‭ ‬الحرير،‭ ‬والتقديرات‭ ‬والتعدادات‭ ‬السكانية،‭ ‬والنهضة‭ ‬التعليمية‭ ‬التنموية‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية‭ ‬للبنين‭ ‬والبنات‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬واليوم‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬النوادي‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ (‬1920‭ - ‬2020‭) ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬حيث‭ ‬يذكر‭ ‬المؤرخ‭ ‬مبارك‭ ‬الخاطر‭ ‬أنه‭ ‬“‭ ‬تمت‭ ‬إقامة‭ ‬النادي‭ ‬الأدبي‭ ‬في‭ (‬1920‭) ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ (‬1919‭)‬،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬إنشائه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلم،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬سلمان‭ ‬التاجر‭ ‬وأحمد‭ ‬العمران‭ ‬وعبدالله‭ ‬الزائد،‭ ‬وقاسم‭ ‬الشيراوي‭ ‬وفيما‭ ‬بعد‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة”،‭ ‬وتوقف‭ ‬نشاط‭ ‬النادي‭ ‬الأدبي‭ ‬في‭ (‬1932‭) ‬وفقاً‭ ‬للدكتور‭ ‬منصور‭ ‬سرحان‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬تأسس‭ ‬نادي‭ ‬البحرين،‭ (‬1936‭). ‬وفي‭ ‬مستهل‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬تأسس‭ ‬نادي‭ ‬الطلبة‭ ‬الخليفي‭ ‬لطلاب‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬في‭ (‬1941‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ (‬1947‭) ‬مهتماً‭ ‬بنشر‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأدبية‭ ‬والثقافية،‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬نادي‭ ‬الحد‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ (‬1946‭). ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬للنوادي‭ ‬الرياضية،‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تكوين‭ ‬نادي‭ ‬قلالي‭ ‬في‭ (‬1957‭)‬،‭ ‬ومع‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬ترخيص‭ ‬الجمعيات‭ ‬والنوادي‭ ‬في‭ (‬1959‭) ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬نادي‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬ونوادي‭ ‬الدير‭ ‬والبسيتين‭ ‬والحالة‭ ‬في‭ (‬1961‭). ‬واستمر‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬وتخصصات‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬والنوادي‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ (‬10‭ %) ‬في‭ (‬2016‭) ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة،‭ ‬بمعدل‭ ‬جمعية‭ ‬لكل‭ ‬2199‭ ‬مواطنا،‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬خالد‭ ‬فياض‭ ‬المستشار‭ ‬السياسي‭ ‬لمعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬السياسية‭. ‬أما‭ ‬العاصمة‭ ‬فاستقطبت‭ (‬31‭ %) ‬وبمعدل‭ ‬جمعية‭ ‬لكل‭ ‬984‭ ‬مواطنا،‭ ‬وأتت‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية‭ ‬ثانياً‭ ‬بمعدل‭ (‬13‭ %) ‬بمعدل‭ ‬جمعية‭ ‬لكل‭ ‬3216‭ ‬مواطنا،‭ ‬والمحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬هي‭ ‬الأقل‭ ‬بنسبة‭ (‬7‭ %) ‬بمعدل‭ ‬جمعية‭ ‬لكل‭ ‬3133‭ ‬مواطنا‭.‬

 

بنهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ (‬2020‭) ‬بينت‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬تسجيل‭ ‬المحافظة‭ ‬تراجعاً‭ ‬بسيطاً‭ ‬في‭ ‬حصتها‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الجمعيات‭ ‬والنوادي‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬الى‭ (‬9‭ %) ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ (‬2016‭)‬،‭ ‬بحصولها‭ ‬على‭ ‬57‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬حوالي‭ ‬664،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬بحثنا‭ ‬التحليلي‭ ‬لأنشطة‭ ‬وتخصصات‭ ‬الجمعيات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحافظة‭ ‬أنها‭ ‬تميزت‭ ‬بنوعية‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬العالمية‭ ‬للملاحين‭ ‬وجمعية‭ ‬تدقيق‭ ‬وضبط‭ ‬نظم‭ ‬المعلومات‭ ‬وجمعية‭ ‬صناعة‭ ‬البحرين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الطلابية‭ ‬وجمعية‭ ‬السنابل‭ ‬لرعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬وجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ (‬1979‭) ‬وجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للباحثين‭ ‬والمخترعين‭ ‬ورابطة‭ ‬علماء‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬