البلديات... برافو

| زهير توفيقي

ككتاب‭ ‬أعمدة‭ ‬نكتب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬وخير‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬ومستعدون‭ ‬لبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬لإظهار‭ ‬النواقص،‭ ‬كما‭ ‬واجب‭ ‬علينا‭ ‬كتابة‭ ‬وإبراز‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الصعد،‭ ‬وسعدت‭ ‬وأنا‭ ‬أقرأ‭ ‬خبرا‭ ‬صحافيًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬حررت‭ ‬28397‭ ‬مخالفة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬وحتى‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬المنصرم،‭ ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬ناديت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مقالاتي‭ ‬بضرورة‭ ‬فرض‭ ‬غرامات‭ ‬ومخالفات‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬العبث‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬النظام،‭ ‬فبقوة‭ ‬القانون‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬ما‭ ‬نصبوا‭ ‬إليه،‭ ‬فالدولة‭ ‬تسعى‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬وتبذل‭ ‬مساع‭ ‬حثيثة‭ ‬لتوفير‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسساتها‭ ‬المختلفة‭ ‬والباقي‭ ‬متروك‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬أنفسهم‭ ‬وعلى‭ ‬تعاونهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭.‬

وذكر‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬البلديات‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬بأن‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬قامت‭ ‬بحملات‭ ‬توعوية‭ ‬وإعلامية‭ ‬مكثفة‭ ‬حول‭ ‬قانون‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬لتعريف‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ووافدين‭ ‬بالقانون‭ ‬وأهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬وتحديد‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع‭ ‬ليتسنى‭ ‬للجميع‭ ‬معرفة‭ ‬حقوقه‭ ‬وواجباته‭ ‬تجاه‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬سيسهم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬النظافة‭ ‬ويعالج‭ ‬مشكلة‭ ‬سلوكيات‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬لا‭ ‬يفوتني‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬هنا‭ ‬موقف‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عندما‭ ‬بادر‭ ‬بالاتصال‭ ‬بي‭ ‬مؤخرا‭ ‬عندما‭ ‬كتبت‭ ‬مقالاً‭ ‬انتقدت‭ ‬فيه‭ ‬الوزارة‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬ديسمبر‭ ‬المنصرم‭ ‬بعنوان‭ ‬“البلدية‭... ‬صح‭ ‬النوم”،‭ ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬معي‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬طرحته‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬ومازلت‭ ‬أذكر‭ ‬كلماته‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬وأدب‭ ‬واحترام،‭ ‬كرر‭ ‬كلمة‭ ‬شكرًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬مرة،‭ ‬بل‭ ‬شجعني‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬والنقد‭ ‬الهادف‭ ‬وكان‭ ‬يثني‭ ‬على‭ ‬مقالاتي‭ ‬ومتابعته‭ ‬المستمرة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬الصحف،‭ ‬تصوروا‭ ‬شخصية‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الرقي‭ ‬والأخلاق‭ ‬والتواضع‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬لها‭ ‬القبعة‭.‬

نعم‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬ككتاب،‭ ‬اهتمام‭ ‬وتواصل‭ ‬وتقدير،‭ ‬فالمسؤول‭ ‬الذكي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬ويقدر‭ ‬جهودهم‭ ‬ومساعيهم‭ ‬الخيرة،‭ ‬فمن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬العملية‭ ‬عليه‭ ‬احترام‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة‭ ‬وتقبل‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬ودراسة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ورؤى‭ ‬واقتراحات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬رائعة‭ ‬وتخدم‭ ‬وتطور‭ ‬الأعمال،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬تكون‭ ‬النتائج‭ ‬مرضية‭ ‬للجميع‭.‬

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يحذو‭ ‬جميع‭ ‬المسؤولين‭ ‬حذو‭ ‬سعادة‭ ‬وكيل‭ ‬البلديات‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬للتواصل‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬والسلطة‭ ‬الرابعة‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬لمملكتنا‭ ‬الغالية‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬