ومضة قلم

مشروع كبير بلا ميزانية

| محمد المحفوظ

مؤسف‭ ‬أن‭ ‬يتعثر‭ ‬مشروع‭ ‬كبير‭ ‬بحجم‭ ‬تنمية‭ ‬وإعمار‭ ‬القرى‭ ‬الذي‭ ‬عقدت‭ ‬عليه‭ ‬آمال‭ ‬المواطنين،‭ ‬مؤسف‭ ‬جدا‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بأنّ‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬ميزانية‭ ‬للمشروع،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬حالات‭ ‬الحريق‭ ‬والشقوق‭ ‬الكبيرة‭ ‬بالجدران‭ ‬والتسرب‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الأمطار،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬متوقعا‭ ‬أبدا‭ ‬أنّ‭ ‬الحالات‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬الوزير‭ ‬“تقنين‭ ‬الإنفاق‭ ‬مما‭ ‬يصعب‭ ‬معه‭ ‬توفير‭ ‬ميزانية‭ ‬مستقلة‭ ‬خاصة‭ ‬بالحالات‭ ‬الطارئة”‭. ‬

وكإنقاذ‭ ‬للحالات‭ ‬المستعجلة‭ ‬المذكورة‭ ‬جاءت‭ ‬الدعوة‭ ‬بتخصيص‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬المعتمدة‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬–‭ ‬15‭ % ‬للحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬وطبعا‭ ‬ما‭ ‬يتبقى‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬السنوية‭ ‬للصيانة‭ ‬والترميم‭. ‬بودنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬هنا‭ ‬هل‭ ‬الميزانية‭ ‬المعتمدة‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬فائض‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة؟‭ ‬نتذكر‭ ‬أنّ‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬والمشاريع‭ ‬العاجلة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإنّ‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬هل‭ ‬بوسع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ترميم‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬منزل‭ ‬مهجور‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬تشكل‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬المنطقة‭ ‬والمارة؟‭ ‬لا‭ ‬أظنّ‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬مبالغ‭ ‬للمشاريع‭ ‬الأخرى‭.‬

إنّ‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬القرى‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬انطلاقه‭ ‬في‭ ‬2006م‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬مشروعا‭ ‬حضاريا‭ ‬لأنه‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬ومساعدتها‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م،‭ ‬المشروع‭ ‬مضت‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المحزن‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬متعثرا،‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة‭ ‬فإنّه‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬بقي‭ ‬معطلا‭ ‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭. ‬بعض‭ ‬القرى‭ ‬تعاني‭ ‬معضلات‭ ‬تتطلب‭ ‬حلولا‭ ‬عاجلة‭ ‬كإصلاح‭ ‬الطرق‭ ‬وإعادة‭ ‬تخطيط‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬والمستنقعات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬البيوت‭ ‬الآيلة‭ ‬للسقوط‭ ‬وليس‭ ‬بالإمكان‭ ‬تأجيلها‭ ‬لسنوات‭ ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬قاطنيها‭.‬