من جديد

نقطة نظام

| د. سمر الأبيوكي

قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬نموذجا‭ ‬حقيقيا‭ ‬لمعنى‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بالمواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحزم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬لكل‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬لكن‭ ‬الأوضاع‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬عالميا،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬السابق،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬ودور‭ ‬العرض‭ ‬والمتاجر‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬تغلق‭ ‬نهائيا‭ ‬جراء‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للوقوف‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬قدميها،‭ ‬فالخسارة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬قوي‭ ‬ولا‭ ‬يسعها‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬هذا‭ ‬النزيف‭ ‬المستمر‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬واقعا‭ ‬يعيشه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬

لقد‭ ‬عملت‭ ‬البحرين‭ ‬بآلية‭ ‬مختلفة‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والصحة‭ ‬كعاملين‭ ‬مترادفين،‭ ‬فمنذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أصدر‭ ‬فيها‭ ‬قائد‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أوامره‭ ‬بوقف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬اللازمة،‭ ‬كانت‭ ‬الحزم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تعمل‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬لتعيل‭ ‬القطاعات‭ ‬المتضررة‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬البحرين‭ ‬وضعت‭ ‬خطة‭ ‬محكمة‭ ‬وتكبدت‭ ‬حكومتها‭ ‬عاما‭ ‬كاملا‭ ‬من‭ ‬ضخ‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال،‭ ‬لاسيما‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تقدمه‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وأجزم‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬المراتب‭ ‬الأولى‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬قنوات‭ ‬إخبارية‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدقة‭ ‬اللامتناهية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭.‬

الآن‭ ‬حان‭ ‬دور‭ ‬الشريك‭ ‬الأساسي‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬بأن‭ ‬يتحرك‭ ‬ويثبت‭ ‬وطنيته‭ ‬ويقدم‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬بوسعه،‭ ‬فعلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المال‭ ‬والتجار‭ ‬ممن‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬وقفة‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للاهتمام‭ ‬بضخ‭ ‬أسباب‭ ‬الاستمرار‭ ‬وإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬حماية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬فالبيوت‭ ‬القائمة‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬المعاشات‭ ‬البسيطة‭ ‬تدعو‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬عنها‭ ‬مصدر‭ ‬رزقها‭.‬

ومضة‭: ‬

أنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬اجتماعا‭ ‬واحدا‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الحرة‭ ‬ممن‭ ‬يستطيعون‭ ‬الإسهام‭ ‬ولو‭ ‬باليسير‭ ‬مع‭ ‬رجالات‭ ‬الحكومة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬لنا‭ ‬سنة‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬خسائر‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬بأقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير،‭ ‬البحرين‭ ‬قدمت‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والدور‭ ‬حاليا‭ ‬علينا‭ ‬للوقوف‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬في‭ ‬ملحمة‭ ‬شراكة‭ ‬مجتمعية‭ ‬حقيقية‭ ‬يضرب‭ ‬فيها‭ ‬المثل‭ ‬وتكون‭ ‬درسا‭ ‬جديدا‭ ‬لمرحلة‭ ‬شراكة‭ ‬حقيقية‭ ‬فيها‭ ‬أخذ‭ ‬وعطاء‭ ‬متبادل‭.‬