رؤيا مغايرة

كفانا استهتارا قبل فوات الأوان

| فاتن حمزة

أعلنت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جميلة‭ ‬السلمان‭ ‬مؤخراً‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الفحوصات‭ ‬المختبرية‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬386‭ ‬ألفا،‭ ‬وهذا‭ ‬رقم‭ ‬كبير‭ ‬قياسا‭ ‬بحجم‭ ‬الدولة‭ ‬وعدد‭ ‬السكان،‭ ‬وهذا‭ ‬يظهر‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬الكبير‭ ‬لأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬الطبية‭. ‬الدكتور‭ ‬وليد‭ ‬المانع‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الاستهتار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض‭ ‬وأن‭ ‬أغلب‭ ‬الإصابات‭ ‬تقع‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الاستهتار‭ ‬الذي‭ ‬بسببه‭ ‬زادت‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬بعدوى‭ ‬كورونا‭ ‬للمخالطين‭ ‬أصبح‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭!‬

رغم‭ ‬خطورة‭ ‬المرض‭ ‬وتوالي‭ ‬ظهور‭ ‬موجات‭ ‬أخرى‭ ‬تجعلنا‭ ‬نتخطى‭ ‬مرحلة‭ ‬الانتشار‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الموت،‭ ‬ورغم‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مظلمة،‭ ‬بشهادة‭ ‬دول‭ ‬حولنا‭ ‬خسرت‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬ومنها‭ ‬دول‭ ‬أصبحت‭ ‬معزولة‭ ‬وخاوية،‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬استهتار‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬والوقاية،‭ ‬وحتى‭ ‬التراخي‭ ‬بطرق‭ ‬الوقاية‭ ‬اللازمة،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعمل‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاربة‭ ‬المرض‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نقطع‭ ‬شوطا‭ ‬كبيرا‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يعيدنا‭ ‬للوراء‭ ‬لنشهد‭ ‬انتكاسة‭ ‬وزيادة‭ ‬مقلقة‭ ‬في‭ ‬الأعداد،‭ ‬وانخفاضها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الاطمئنان،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬العودة‭ ‬التدريجية،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬تحذير‭ ‬الخبراء‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬قد‭ ‬يستمر‭ ‬طويلا‭ ‬ويتضاعف‭ ‬نرى‭ ‬تهاونا‭ ‬لا‭ ‬مسؤولا‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬التقيد‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬والتجمعات‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬نسب‭ ‬الأعداد‭ ‬المصابة‭ ‬مؤخراً‭.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حرص‭ ‬أكبر‭ ‬ومضاعف‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬الجائحة‭ ‬وامتدادها‭ ‬ومدى‭ ‬خطورتها‭ ‬وأقلها‭ ‬الالتزام‭ ‬بأبسط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬مثل‭ ‬لبس‭ ‬الكمامة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الزيارات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فلنعن‭ ‬ونعاون‭ ‬الحكومة‭ ‬ولنرأف‭ ‬بطواقمنا‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬لتخطي‭ ‬المحنة،‭ ‬ولا‭ ‬نتقاعس‭ ‬أو‭ ‬نستهتر‭ ‬بالواقع‭ ‬مبددين‭ ‬جهودهم،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مجتمعا‭ ‬واعيا‭ ‬يراعي‭ ‬الآخر‭ ‬ويحافظ‭ ‬بسلوكياته‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬بدل‭ ‬تعريضهم‭ ‬للخطر،‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬مرشدا‭ ‬وموجها،‭ ‬ومن‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬ويطبق‭ ‬التوجيهات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬ويلتزم‭ ‬بالقيود‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬الإحساس‭ ‬الإنساني‭ ‬والوطني‭ ‬والانتماء‭ ‬والوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬والالتزام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والأدبي،‭ ‬ويستحق‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬على‭ ‬حرصه‭ ‬واهتمامه‭. ‬

الوقت‭ ‬يداهمنا‭ ‬والفيروس‭ ‬المستجد‭ ‬بدأ‭ ‬يأخذ‭ ‬شكلاً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬السرعة‭ ‬والانتشار،‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬التهاون‭ ‬وتعريض‭ ‬أهلنا‭ ‬وأحبائنا‭ ‬للخطر،‭ ‬علينا‭ ‬الحذر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تضطر‭ ‬الدولة‭ ‬لأخذ‭ ‬قرارات‭ ‬تزيدنا‭ ‬عزلة‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬الكساد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وترفع‭ ‬عدد‭ ‬الأضرار‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والأفراد‭.‬