إيران.. مستنقعات رهيبة ومخاوف تجاه حقبة “عدم الاستقرار والانتفاضة” (2)

| عبدالرحمن مهابادي

لقد‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬الفارغة‭ ‬والمفتعلة‭ ‬للازدهار‭ ‬والتطوير‭ ‬متوقفة‭ ‬على‭ ‬الدولارات‭ ‬الخضراء‭ ‬والنفط‭ ‬الأسود،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬الداخلي‭ ‬ونشاطات‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬حتى‭ ‬الصادرات‭ ‬والواردات‭ ‬والتطوير‭ ‬الصناعي،‭ ‬هي‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬تشتعل‭ ‬بنار،‭ ‬وأصبحت‭ ‬رمادًا،‭ ‬وبينما‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬مشتريًا‭ ‬ليشتري‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬جراء‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية،‭ ‬انفجرت‭ ‬البالونة‭ ‬الملونة‭ ‬بحالات‭ ‬التطوير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الكاذبة‭.‬

وبهذا‭ ‬الشأن‭ ‬يقول‭ ‬خبير‭ ‬اقتصادي‭ ‬“في‭ ‬عهد‭ ‬ما،‭ ‬كانت‭ ‬أمام‭ ‬النظام‭ ‬إمكانية‭ ‬أخرى،‭ ‬لديه‭ ‬النفط‭ ‬والمصادر،‭ ‬كنا‭ ‬نقول‭ ‬سنمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬بتلك‭ ‬الوتيرة‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تبقى‭ ‬إمكانية‭ ‬أخرى‭ ‬لمواصلة‭ ‬سير‭ ‬كان‭ ‬يتواصل‭ ‬40‭ ‬عامًا،‭ ‬لأنها‭ ‬ليست‭ ‬إمكانية‭ ‬أخرى‭ ‬أمام‭ ‬النظام”‭. ‬

بينما‭ ‬يبدي‭ ‬محسن‭ ‬رناني‭ ‬خبير‭ ‬من‭ ‬الإصلاحيين‭ ‬مخاوف‭ ‬ساورته‭ ‬تجاه‭ ‬مستقبل‭ ‬يكنس‭ ‬الدجل‭ ‬والشعوذة‭ ‬للملالي‭ ‬البائعين‭ ‬للوطن،‭ ‬يكلف‭ ‬الكتاب‭ ‬والنخبة‭ ‬السياسية‭ ‬بـ”مهمة”‭ ‬بموجبها‭ ‬عليهم‭ ‬إطلاق‭ ‬الدعايات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المعالجة‭ ‬بالأمل‭ ‬و”الصبر‭ ‬الاستراتيجي”‭ ‬لعلهم‭ ‬يجتازون‭ ‬الخطر‭: ‬“علينا‭ ‬الهدوء‭ ‬حتى‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬السير‭ ‬الطبيعي،‭ ‬والصبر‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فصاعدًا‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬صبر‭ ‬استراتيجي،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬المجتمع‭ ‬بالصبر‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬يجب‭ ‬إلقاء‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬ومجتمع،‭ ‬نبقي‭ ‬الأجواء‭ ‬فرحة‭ ‬ونحافظ‭ ‬على‭ ‬دفئها‭ ‬لأن‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف”‭ (‬موقع‭ ‬فرارو،‭ ‬7‭ ‬يناير‭).‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬يحذر‭ ‬هذا‭ ‬الخبير‭ ‬الحزين‭ ‬قائلًا‭ ‬“لقد‭ ‬نجح‭ ‬كل‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬عندما‭ ‬خيبوا‭ ‬آمال‭ ‬المجتمع‭ ‬تجاه‭ ‬النظام‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬لنحافظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬نتعرض‭ ‬للأزمة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والانتفاضة‭!!‬”‭.‬”مجاهدين”‭.‬