إيران.. مستنقعات رهيبة ومخاوف تجاه حقبة “عدم الاستقرار والانتفاضة” (1)

| عبدالرحمن مهابادي

تترتب‭ ‬ميزانية‭ ‬عينتها‭ ‬حكومة‭ ‬الملا‭ ‬روحاني‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬للسنوات‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬ديون‭ ‬ضخمة‭ ‬لحكومة‭ ‬روحاني‭ ‬والتي‭ ‬تبلغ‭ ‬آلاف‭ ‬المليارات‭ ‬فيما‭ ‬مضى،‭ ‬وتأتي‭ ‬ميزانية‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬واللاحقة‭ ‬باستقراض‭ ‬هائل،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬واحدة،‭ ‬سيصل‭ ‬تسديد‭ ‬هذه‭ ‬الديون‭ ‬في‭ ‬عام‭ (‬2021‭) ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مليار‭ ‬تومان‭.‬

ويأتي‭ ‬تسديد‭ ‬هذه‭ ‬الكمية‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬ولأية‭ ‬حكومة‭ ‬لاحقة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭: ‬بيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬المواطنين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬أموال‭ ‬الحكومة،‭ ‬رفع‭ ‬سعر‭ ‬العملة‭ ‬لبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وتسديد‭ ‬قسم‭ ‬من‭ ‬الديون،‭ ‬بيع‭ ‬أسهم‭ ‬الشركات‭ ‬المصابة‭ ‬بالإفلاس‭ ‬للمواطنين‭ ‬بأسعار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السعر‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬البورصة‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إرغام‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬تداعيات‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬البيع‭ ‬المبكر‭ ‬لمصادر‭ ‬المستقبل،‭ ‬ما‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬مروعة‭ ‬وقاصمة‭ ‬للظهور‭ ‬للسلع‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭.‬

والآن‭ ‬ننظر‭ ‬لنرى‭ ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭  - ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬المستقبل‭ ‬بديون‭ ‬فلكية،‭ ‬والتي‭ ‬جعلت‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ - ‬بالمواطنين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬ومعاشهم‭: ‬“تشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬الجديدة‭ ‬لمركز‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية‭ ‬انخفض‭ ‬معدل‭ ‬الدخل‭ ‬للمواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بنسبة‭ ‬34‭ % ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ونظرًا‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السالب‭ ‬والنمو‭ ‬الإيجابي‭ ‬للتضخم،‭ ‬أدى‭ ‬لانخفاض‭ ‬السعر‭ ‬الوطني‭ ‬والقوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلهم‭ ‬أفقر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى”‭.‬

والموائد‭ ‬الفارغة‭ ‬للمواطنين‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المنصرم‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬التضخم‭ ‬المخيف‭ ‬وحالات‭ ‬مزمنة‭ ‬للبطالة‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬للظروف‭ ‬الاقتصادية‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬40‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬يواجه‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لتطوير‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬وتعزيز‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬ولكن‭ ‬بيع‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬براميل‭ ‬النفط‭ ‬كان‭ ‬يغطي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الكفاءة‭ ‬والفساد‭ ‬والدمار،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬الثروات‭ ‬المنهوبة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الكنوز‭ ‬الغالية،‭ ‬حيث‭ ‬ظهرت‭ ‬الجروح‭ ‬العفنة‭ ‬من‭ ‬جسد‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬المتخلفة‭ ‬والنهابة‭ ‬لمصادر‭ ‬البلاد‭.‬”مجاهدين”‭.‬