ورد محمدي

| د.حورية الديري

التعلق‭ ‬العاطفي‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أسرار‭ ‬العلاقة‭ ‬الروحية‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وأساس‭ ‬بناء‭ ‬السعادة‭ ‬النفسية،‭ ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬أراه‭ ‬يُولّد‭ ‬علاقة‭ ‬“أنا‭ ‬أشبهك‭ ‬وأنت‭ ‬تشبهني”،‭ ‬حيث‭ ‬يظهر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬السلوكيات‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬شخصين‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ولنا‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬القلوب‭ ‬بمواثيق‭ ‬الود‭ ‬والتقدير،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬حكاية‭ ‬الورد‭ ‬المحمدي‭ ‬ذاته،‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬الحب‭ ‬والسعادة‭ ‬والحس‭ ‬الروحي‭ ‬الرفيع،‭ ‬ففي‭ ‬ألوانه‭ ‬راحة‭ ‬بصرية‭ ‬تأسر‭ ‬القلوب،‭ ‬وفي‭ ‬رائحته‭ ‬انتعاش‭ ‬جميل‭ ‬يتخلل‭ ‬الروح‭ ‬بكل‭ ‬هدوء،‭ ‬وفي‭ ‬احترافية‭ ‬تصميمه‭ ‬قدرات‭ ‬ربانية‭ ‬خارقة،‭ ‬كذلك‭ ‬التعلق‭ ‬العاطفي‭ ‬تمامًا‭ ‬يجعلنا‭ ‬نعيش‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬الشعورية‭ ‬التي‭ ‬تتضاعف‭ ‬وتعادل‭ ‬عملية‭ ‬تخدير‭ ‬متكاملة،‭ ‬تجعلنا‭ ‬نهيم‭ ‬كيفما‭ ‬ووقتما‭ ‬نشاء،‭ ‬ما‭ ‬أجملها‭ ‬إن‭ ‬مرت‭ ‬بسلام،‭ ‬وما‭ ‬أخطرها‭ ‬إن‭ ‬تصدعت‭ ‬وتعرضت‭ ‬للانهيار‭.‬

فما‭ ‬يصنعه‭ ‬الورد‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬جميلة‭ ‬مع‭ ‬محبيه‭ ‬تتصل‭ ‬عند‭ ‬اللقاء‭ ‬بمشاعر‭ ‬تفصح‭ ‬عن‭ ‬فكر‭ ‬بليغ‭ ‬وقلب‭ ‬رهيف‭ ‬وإحساس‭ ‬وفير،‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬يصنعه‭ ‬الولع‭ ‬العاطفي،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬أسرار‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الورد‭ ‬المحمدي‭ ‬الذي‭ ‬يمزج‭ ‬في‭ ‬مكوناته‭ ‬ثلاثة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الورد‭ ‬جاءت‭ ‬حصيلة‭ ‬تهجين‭ ‬يجمع‭ ‬أروع‭ ‬عناصر‭ ‬الانجذاب‭ ‬الرومانسي،‭ ‬والارتباط‭ ‬العلائقي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نتجت‭ ‬عنه‭ ‬استخدامات‭ ‬عديدة‭ ‬أثبتت‭ ‬تعلق‭ ‬البشر‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الورد‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬يحويه‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬ورونق‭ ‬جميل،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعادل‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬يرسمها‭ ‬البشر‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬الذاتي‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬وما‭ ‬يرسمه‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬يتنامى‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬التعبيرية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أسمى‭ ‬العلاقات‭ ‬البشرية‭ ‬كي‭ ‬تحقق‭ ‬القيمة‭ ‬المعنوية‭ ‬للارتباط‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬التعلق‭ ‬العاطفي‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬

والمتأمل‭ ‬في‭ ‬القاعدة‭ ‬المقصودة‭ ‬هنا‭ ‬بأننا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نطبق‭ ‬قاعدة‭ ‬الورد‭ ‬المحمدي‭ ‬ونصل‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬التعلق‭ ‬العاطفي،‭ ‬لكن‭ ‬بوزن‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬اختلاطات‭ ‬الألوان‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬وردًا‭ ‬يحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬بين‭ ‬الورود،‭ ‬لذلك‭ ‬فالأمر‭ ‬هنا‭ ‬يتطلب‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬التقدير‭ ‬لمبدأ‭ ‬الارتباط‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تنشأ‭ ‬معها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬وتتلون‭ ‬بألوان‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬تعلقنا‭ ‬وارتباطنا‭ ‬البشري‭ ‬إلى‭ ‬شغف‭ ‬وسلوك‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬بدونه‭.‬